تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل (طبعة جدیدة) - المجلد ۱    المؤلف: العلامة الفقیه الشیخ ناصر مکارم الشیرازي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۹۷   


المسلمین فی آیه اخری و یقول: کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ... (1) .
کما یتحدث القرآن عن وراثه بنی إسرائیل للأرض فیقول: وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ کٰانُوا یُسْتَضْعَفُونَ مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا (2) .
و واضح أن هذه الوراثه لم تکن تشمل آنذاک جمیع العالم،و المقصود من الآیه مشارق المنطقه التی کانوا یعیشون فیها و مغاربها،من هنا فالتفضیل علی العالمین هو تفضیلهم علی أفراد منطقتهم.
الآیه التالیه ترفض أوهام الیهود،التی کانوا یتصورون بموجبها أن الأنبیاء من أسلافها سوف یشفعون لهم،أو أنّهم قادرون علی دفع فدیه و بدل عن ذنوبهم، کدفعهم الرشوه فی هذه الحیاه الدنیا.
القرآن یخاطبهم و یقول: وَ اتَّقُوا یَوْماً لاٰ تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً.وَ لاٰ یُقْبَلُ مِنْهٰا شَفٰاعَهٌ.وَ لاٰ یُؤْخَذُ مِنْهٰا عَدْلٌ وَ لاٰ هُمْ یُنْصَرُونَ .
الحاکم أو القاضی فی تلک المحکمه الإلهیه،لا یقبل سوی العمل الصالح، کما تقول الآیه الکریمه: یَوْمَ لاٰ یَنْفَعُ مٰالٌ وَ لاٰ بَنُونَ إِلاّٰ مَنْ أَتَی اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ (3) .
إنّ الآیه المذکوره من سوره البقره،تشیر فی الواقع إلی ما یجری من محاولات فی هذه الحیاه الدنیا لانقاذ المذنب من العقاب.
ففی الحیاه الدنیا قد یتقدم إنسان لدفع غرامه عن إنسان مذنب لانقاذه من العقاب،أما فی الآخره فإنّه: لاٰ تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ .
و ربّما یلجأ المذنب فی هذه الحیاه إلی الشفعاء لینقذوه ممّا ینتظره من الجزاء،و یوم القیامه ...لاٰ یُقْبَلُ مِنْهٰا شَفٰاعَهٌ .
و إذا لم توجد الشفاعه،یتقدم الإنسان فی الحیاه الدنیا بدفع(العدل)و هو بدل



1- 1) -آل عمران،110.
2- 2) -الأعراف،137.
3- 3) -الشعراء،88 و 89.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست