تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: اسباب النزول    المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری    الجزء: ۱    الصفحة: ۸   

وَدَلَالَاتٌ نَاطِقَةٌ، أَدْحَضَ بِهِ حُجَجَ الْمُبْطِلِینَ، وَرَدَّ بِهِ کید
الکائدین، وَقَوِیَ بِهِ الْإِسْلَامُ والدین، فلمع مِنْهَاجُهُ، وَثَقُبَ سِرَاجُهُ وشملت برکته، ولمعت حِکْمَتُهُ عَلَى خَاتَمِ الرِّسَالَةِ، وَالصَّادِعِ بِالدَّلَالَةِ، الْهَادِی لِلْأُمَّةِ، الْکَاشِفِ لِلْغُمَّةِ، النَّاطِقِ بِالْحِکْمَةِ، الْمَبْعُوثِ بِالرَّحْمَةِ، فَرَفَعَ أَعْلَامَ الْحَقِّ، وَأَحْیَا مَعَالِمَ الصِّدْقِ، وَدَمَغَ الْکَذِبَ وَمَحَا آثَارَهُ، وَقَمَعَ الشِّرْکَ وَهَدَمَ مَنَارَهُ، وَلَمْ یَزَلْ یُعَارِضُ بِبَیِّنَاتِهِ أَبَاطِیلَ الْمُشْرِکِینَ حَتَّى مَهَّدَ الدِّینَ، وَأَبْطَلَ شُبَهَ الْمُلْحِدِینَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ صَلَاةً لَا یَنْتَهِی أَمَدُهَا، وَلَا یَنْقَطِعُ مَدَدُهَا، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِینَ هَدَاهُمْ وَطَهَّرَهُمْ، وَبِصُحْبَتِهِ خَصَّهُمْ وَآثَرَهُمْ، وَسَلَّمَ کَثِیرًا.
وَبَعْدَ هَذَا فَإِنَّ عُلُومَ الْقُرْآنِ غَزِیرَةٌ، وَضُرُوبَهَا جَمَّةٌ کَثِیرَةٌ، یَقْصُرُ عَنْهَا الْقَوْلُ وَإِنْ کَانَ بَالِغًا وَیَتَقَلَّصُ عَنْهَا ذَیْلُهُ وإن کان سابقًا، وَقَدْ سَبَقَتْ لِی وَلِلَّهِ الْحَمْدُ مَجْمُوعَاتٌ تَشْتَمِلُ عَلَى أَکْثَرِهَا، وَتَنْطَوِی عَلَى غَرَرِهَا، وَفِیهَا لِمَنْ رَامَ الْوُقُوفَ عَلَیْهَا مَقْنَعٌ وَبَلَاغٌ، وَعَمَّا عَدَاهَا مِنْ جَمِیعِ الْمُصَنَّفَاتِ غُنْیَةٌ وَفَرَاغٌ، لِاشْتِمَالِهَا عَلَى عُظْمِهَا مُتَحَقِّقًا، وَتَأْدِیَتِهِ إِلَى مُتَأَمِّلِهِ مُتَّسِقًا، غَیْرَ أَنَّ الرَّغَبَاتِ الْیَوْمَ عَنْ عُلُومِ الْقُرْآنِ صَادِفَةٌ کَاذِبَةٌ فِیهَا، قَدْ عَجَزَتْ قُوَى الْمَلَامِ عَنْ تَلَافِیهَا، فَآلَ الْأَمْرُ بِنَا إِلَى إِفَادَةِ الْمُبْتَدِئِینَ بِعُلُومِ الْکِتَابِ، إِبَانَةَ مَا أُنْزِلَ فِیهِ مِنَ الْأَسْبَابِ، إِذْ هِیَ أَوْفَى مَا یَجِبُ الْوُقُوفُ عَلَیْهَا، وَأَوْلَى مَا تُصْرَفُ الْعِنَایَةُ إِلَیْهَا، لِامْتِنَاعِ مَعْرِفَةِ تَفْسِیرِ الْآیَةِ وَقَصْدِ سَبِیلِهَا، دُونَ الْوُقُوفِ عَلَى قِصَّتِهَا وَبَیَانِ نُزُولِهَا. وَلَا یَحِلُّ الْقَوْلُ فِی أَسْبَابِ نُزُولِ الْکِتَابِ، إِلَّا بِالرِّوَایَةِ وَالسَّمَاعِ مِمَّنْ شاهدوا التنزیل، ووققوا عَلَى الْأَسْبَابِ، وَبَحَثُوا عَنْ عِلْمِهَا وَجَدُّوا فِی الطِّلَابِ، وَقَدْ وَرَدَ الشَّرْعُ بِالْوَعِیدِ لِلْجَاهِلِ ذِی الْعِثَارِ فِی الْعِلْمِ بِالنَّارِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ إبراهیم الواعظ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حامد العطار قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عبد الجبار قال: حَدَّثَنَا لَیْثُ بن حماد قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "اتَّقُوا الْحَدِیثَ عَنِّی


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست