تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ٣۸   


عرفت ربك؟ فقال علیه السلام : «بما عرفني نفسه »، قيل: وكيف عرفك نفسه؟ فقال علیه السلام : لا تشبهه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شيء ولا يقال: شيء فوقه، أمام كل شيء ولا يقال له: أمام، داخل في الأشياء لاكشيء في شيء داخل و خارج من الأشياء لاكشيء من شيء خارج، سبحان من هو هكذا، ولا هكذا غیره...» . (1)
26 وروى الشيخ الصدوق أيضا: أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام شئل عن مسائل فأجابه عنها، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عرفت الله بمحمد أم عرفت محمداً بالله عز وجل؟ فقال علي بن أبي طالب علیه السلام: «ما عرفت الله بمحمدصلی الله علیه و آله ولكن عرفت محمدأ بالله عز وجل حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول، وعرض، فعرفت أنه مدير مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف . (2)
27 وجاء في شرح أصول الكافي: إن المعرفة هي إدراك الشيء ثانياً بعد توسط الجهل، والعباد قد أقروا له بالربوبية وهم في صورة الذر حين قال: (ألست بربکم قالوا بلى) لشهادة عقولهم الخالصة عليها، ثم جهلوا ذلك وأنكروه لتعلقهم بالعلائق


1. التوحيد، الصدوق: ۲۸۵؛ الهداية، الصدوق:15
2. التوحيد، الصدوق: ۲۸6 - ۲۸۷. وقال في الهامش... ولكنه علیه السلام نَهَج هنا منهجا آخر مذكوراً في كثير من أحاديث الكتاب، ومراده علیه السلام : إني ما عرفت ذاته تعالی بحدود ذات محمد صلی الله علیه و آله لأن ذاته لاتدرك بذاته ولا بشيء من الذوات، ولكن عرفت محمدأ صلی الله علیه و آله بذاته وخصوصیاته انه مصنوع مدبر له بإلهامه تعالی ودلالته إياي. وجملة الكلام في معرفته تعالى: أنه لا يدرك ذاته ولا صفاته الذاتية لأنها عينها، وهذا ما نطق به كثير من أحاديث الكتاب من أنه تعالى لا يوصف ولا يدرك بعقل ولا بوهم، فالمدرك منه بحسب العقل والتصور هو العناوين الصادقة عليه ذات أو صفة كالشيء والموجود والإله والعالم والحي والقادر إلى غير ذلك من أسمائه تعالى كما تبين في مواضع من الكتاب وأمر العباد بأن يدعوه بها.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست