تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: تاریخ مدینة دمشق - المجلد ۱    المؤلف: ابی القاسم علی بن الحسن ابن عساکر    الجزء: ۱    الصفحة: ۲٤   

* " باب اشتقاق اسم التاریخ وأصله وسببه وذکر الفائدة الداعیة إلى الاعتناء به " قرأت بخط شیخنا أبی الفرج غیث بن علی بن عبد السلام الصوری قال قرأت فی کتاب الخراج تألیف أبی الفرج قدامة بن جعفر الکاتب قال تاریخ کل شئ آخره وهو فی الوقت غایته والموضع الذی انتهى إلیه یقال فلان تاریخ قومه أی إلیه ینتهی شرفهم ویقال ورخت الکتاب توریخا وأرخته تأریخا اللغة الأولى لتمیم والثانی لقیس ولکل مملکة وأهل ملة تاریخ وجماع القول فی تواریخهم أنهم یؤرخون بالوقت الذی تحدث فیه حوادث مشهورة عامة قال الله تعالى " یسألونک عن الأهلة قل هی مواقیت للناس والحج " بالأهلة یدرک عدد الأعوام وتعرف أوقات الحج والصیام ویعتبر بعض شرائع الإسلام کانقضاء عدد النساء من بعولتهن ومدة حملهن ووضع أجنتهن ووقت محل الدیون اللازمات وتصرم مدد عقود التجارات والإجارات واختلاف الفصول والأوقات وبها تحد حوادث الأمم الخالیات أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علی بن ذروا البصری العنبری الماوردی بقراءتی علیه ببغداد أنا أبو الحسن محمد بن علی بن أحمد بن إبراهیم السیرافی أنا القاضی أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن حران النهاوند نا أحمد بن عمران بن موسى الأشنانی نا موسى بن زکریا التستری نا أبو عمرو خلیفة بن خیاط بن خلیفة بن خیاط العصفری الشیبانی المعروف بشباب نا یزید بن زریع أنبأنا سعید عن قتادة فی قوله


(1) سورة البقرة الایة 189
(2) زیادة عن مختصر ابن منظور [1] / 25
(3) بالاصل ومخطوطة الخزانة العامة " بشیبان " خطأ
ولم یکن له نظیر فی زمانه من حیث سعة علمه ودأبه على العمل
ولم یزل طول عمره مواظبا على صلاة الجماعة ملازما لقراءة القران مکثرا من النوافل والاذکار والتسبیح أناء اللیل وأطراف النهار وکان یختم کل جمعة ولم یر إلا فی اشتغال یحاسب نفسه على ساعة تذهب فی غیر طاعة (1)
وبقی منکبا على التألیف والتصنیف والتدریس وکان الملک العادل محمود بن زنکی نور الدین قد بنى له دار الحدیث النوریة فدرس بها إلى حین وفاته غیر وفاته ملتفت إلى غیرها ولا متطلع إلى زخرف الدنیا ولا ناظر إلى محاسن دمشق ونزهها بل لم یزل مواظبا على خدمة السنة والتعبد باختلاف أنواعه: صلاة وصیاما واعتکافا وصدقة ونشر علم وتشییع جنائز وصلات رحم إلى حین قبض (2)
توفی فی رجب سنة احدى وسبعین وخمسمئة لیلة الاثنین حادی عشر الشهر وصلى علیه القطب النیسابوری وحضره صلاح الدین ودفن عند أبیه بمقبرة باب الصغیر (3)
قال العماد [4] : وکان الغیث قد احتبس فی هذه السنة فدر وسح عند ارتفاع نعشه فکأن السماء بکت علیه بدمع وبله وطشه
وقال الحسین بن عبد الله بن رواحة یرثی أبا القاسم بن عساکر [5] : ذرا السعی فی نیل العلى والفضائل * مضى من إلیه کان شد الرواحل وقولا لساری البرق إنی نعیته * بنار أسى أو دمع سحب هو اطل وما کان إلا البحر غار ومن یرد * سواحله لم یلق غیر جداول وهبکم رویتم علمه عن رواته * ولیس عوالی صحبه بنوازل فقد فاتکم نور الهدى بوفاته * وعز التقى منه ونجح الوسائل خلت سنة المختار من ذب ناصر * فأقرب ما نخشاه بدعة خاذل


[1] طبقات الشافعیة للسبکی: 7 / 217، وسیر اعلام: 20 / 562
(2) طبقات الشافعیة للسبکی: 7 / 233
(3) سیر الاعلام: 20 / 570، طبقات السبکی: 7 / 233، وفیات الاعیان 3 / 311، معجم الادباء: 13 / 75
[4] معجم الادباء: 13 / 75
[5] القصیدة فی مجعم الادباء: 10 / 48 - 55
فی ترجمة الحسین بن عبد الله بن رواحة وبعضها فی سیر الاعلام: 20 / 568


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست