تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الاسلام المحمدي الاصيل في كلام الامام الخميني    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۹   

وفی أواخر عمره الشریف وفی نداء هام الى علماء الدین فی انحاء البلاد، یوضح سماحته هذا الموضوع على النحو الآتی:
(ان الاستکبار العالمی وبعدما یأس من القضاء على علماء الدین وتدمیر کیان الحوزات العلمیة، لجأ فی عصرنا الحاضر الى إسلوبین لتنفیذ مخططه، الأول أسلوب القوة والإرعاب، والثانی اسلوب الخداع والتضلیل. ولما فشلت حربته فی الارعاب والتهدید بتحقیق اهدافه، سعى الى اسلوب الخداع والتضلیل وتقویة نفوذه فی الاوساط الدینیة. ولعلّ من أولى تحرکاته واهمها الترویج لشعار الفصل بین الدین والسیاسة. ومع الأسف استطاعت هذه الحربة أن تترک تأثیرها – الى حد ما – فی الحوزات العلمیة وفی اوساط الروحانیة الى درجة اصبح التدخل فی السیاسة دون شأن الفقیه، وکان الخوض فی معترک السیاسة مقروناً بتهمة التبعیة للأجانب. ولا شک أن علماء الدین المجاهدین تضرروا کثیراً من هذا النفوذ. فلا تتصورا أن تهمة التبعیة وافتراءات عدیمی الدین الاغیار وحدهم الذین کانوا یلصقونها بالروحانیة، أبداً، بل أن الضربات التی ألحقها رجال الدین الجهلة والواعین المرتبطین، کانت ولازالت اکثر تأثیراً من ضربات الاغیار.). (صحیفة الامام، ج 21، ص 253 – 254).
ویضیف سماحته: (... ان الآلام التی تجرع مرارتها والدکم العجوز بسبب هذه الفئة المتحجرة، لم یواجه مثلها مطلقاً من ضغوط ومضایقات الآخرین. وعندما شاع شعار الفصل بین الدین والسیاسة واضحت الفقاهة فی منطق غیر الواعین، الانغماس فی الاحکام الفردیة والعبادیة، وبالضرورة لم یکن یحق للفقیه الخروج عن هذا السیاق وهذه الدائرة والخوض فی السیاسة والحکومة، أصبحت حماقة عالم الدین فی معاشرته للناس، فضیلة. وعلى حد زعم بعضهم أن الروحانیة تکون جدیرة بالاحترام والتکریم عندما تقطر الحماقة من کل نقطة فی وجودها! وإلاّ فان عالم الدین السیاسی والروحانی الواعی والفطن، مغرض ومدسوس. کل هذا کان من الامور الرائجة فی الحوزات، وکل من کان ینهج نهجاً منحرفاً کان یعتبر اکثر تدیناً.). (صحیفة الامام، ج 21، ص 254).


***



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست