|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱٠۷
و کان أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالی الواعظ [1] أخو أبی حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالی الفقیه الشافعی قاصا لطیفا و واعظا مفوها و هو من خراسان من مدینة طوس و قدم إلى بغداد و وعظ بها و سلک فی وعظه مسلکا منکرا لأنه کان یتعصب لإبلیس و یقول إنه سید الموحدین و قال یوما على المنبر من لم یتعلم التوحید من إبلیس فهو زندیق أمر أن یسجد لغیر سیده فأبى و لست بضارع إلا إلیکم # و أما غیرکم حاشا و کلا. و قال مرة أخرى لما قال له موسى أَرِنِی فقال لن [2] قال هذا شغلک [3] تصطفی آدم ثم تسود وجهه و تخرجه من الجنة و تدعونی إلى الطور ثم تشمت بی الأعداء هذا عملک بالأحباب [4] فکیف تصنع بالأعداء [5] . و قال مرة أخرى و قد ذکر إبلیس على المنبر لم یدر ذلک المسکین أن أظافیر القضاء إذا حکت أدمت و أن قسی القدر إذا رمت أصمت ثم قال لسان حال آدم ینشد فی قصته و قصة إبلیس و کنت و لیلى فی صعود من الهوى # فلما توافینا ثبت و زلت. و قال مرة أخرى التقى موسى و إبلیس عند عقبة الطور فقال موسى یا إبلیس لم لم تسجد لآدم فقال کلا ما کنت لأسجد لبشر کیف أوحده ثم ألتفت إلى غیره و لکنک أنت یا موسى سألت رؤیته ثم نظرت إلى الجبل فأنا أصدق منک فی التوحید .
[1] ذکره ابن الجوزى فی الجزء التاسع من المنتظم ص 260؛ ضمن وفیات سنة 520، و قال عنه: «الغالب على کلامه التخلیط و روایة الأحادیث الموضوعة و الحکایات الفارغة و المعانی الفاسدة؛ و قد علق عنه کثیر من ذلک» . و ذکره أیضا ابن حجر فی لسان المیزان 1: 293. [2] یشیر إلى قوله تعالى فی قصة موسى من سورة الأعراف 143: وَ لَمََّا جََاءَ مُوسىََ لِمِیقََاتِنََا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ قََالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قََالَ لَنْ تَرََانِی... . [3] المنتظم: «شأنک» . [4] المنتظم: «الأخیار» . [5] المنتظم 9: 261. |
|