|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۷٤
و قیل لابن عباس لما أظهر قوله فی العول [1] بعد و لم یکن قبل یظهره هلا قلت هذا و عمر حی قال هبته و کان امرأ مهابا [2] . 1- و استدعى عمر امرأة لیسألها عن أمر و کانت حاملا فلشدة هیبته ألقت ما فی بطنها فأجهضت به جنینا میتا فاستفتى عمر أکابر الصحابة فی ذلک فقالوا لا شیء علیک إنما أنت مؤدب فقال له 1علی ع إن کانوا راقبوک فقد غشوک و إن کان هذا جهد رأیهم فقد أخطئوا علیک غرة یعنی عتق رقبة فرجع عمر و الصحابة إلى قوله . و عمر هو الذی شد بیعة أبی بکر و وقم [3] المخالفین فیها فکسر سیف الزبیر لما جرده و دفع فی صدر المقداد و وطئ فی سعد بن عبادة و قال اقتلوا سعدا قتل الله سعدا و حطم أنف الحباب بن المنذر الذی قالأنا جذیلها [4] المحکک و عذیقها المرجب 15- و توعد من لجأ إلى دار 15فاطمة ع من الهاشمیین و أخرجهم منها . و لولاه لم یثبت لأبی بکر أمر و لا قامت له قائمة . و هو الذی ساس العمال و أخذ أموالهم فی خلافته و ذلک من أحسن السیاسات . و روى الزبیر بن بکار قال لما قلد عمر عمرو بن العاص مصر بلغه أنه قد صار له مال عظیم من ناطق و صامت [5] فکتب إلیه أما بعد فقد ظهر لی من مالک ما لم یکن فی رزقک و لا کان لک مال قبل أن أستعملک فأنى لک هذا فو الله لو لم یهمنی فی ذات الله إلا من اختان فی مال الله لکثر همی و انتثر أمری و لقد کان عندی من المهاجرین الأولین من هو خیر منک و لکنی قلدتک رجاء غنائک فاکتب إلی من أین لک هذا المال و عجل .
[1] عول الفریضة، و هو أن تزید سهامها، فیدخل النقصان على أهل الفرائض. [2] کذا فی ا، و فی ب: «و کان امرأ مهیبا» . [3] و قم البعیر: کواه؛ و المراد أذله. [4] الفائق ا: 180، و بقیة الخبر فیه: «منا أمیر و منکم أمیر» . الجذیل: تصغیر الجذل، بالکسر، و هو فی الأصل عود ینصب للجربى تحتک به فتستشفى. و المحکک: الذی کثر به الاحتکاک حتى صار مملسا. و المرجب: المدعوم بالرجبة، و هی خشبة ذات شعبتین؛ قال الزمخشریّ فی تفسیره: «إنى ذو رأى یشفى بالاستضاءة به کثیرا فی مثل هذه الحادثة، و أنا فی کثرة التجارب و العلم بموارد الأحوال فیها و فی أمثالها و مصادرها کالنخلة الکثیرة الحمل» . [5] قولهم: ما له صامت و لا ناطق. فالناطق: الحیوان و الصامت: ما سواه. |
|