تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱    المؤلف: ابن ابی الحدید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۸۵   

قصة

و صورة هذه الواقعة 1,14- أن عمر لما طعنه أبو لؤلؤة و علم أنه میت استشار فیمن یولیه الأمر بعده فأشیر علیه بابنه عبد الله فقال لاها الله إذا لا یلیها رجلان من ولد الخطاب حسب عمر ما حمل حسب عمر ما احتقب لاها الله لا أتحملها حیا و میتا ثم قال إن 14رسول الله مات و هو راض عن هذه الستة من قریش 1علی و عثمان و طلحة و الزبیر و سعد و عبد الرحمن بن عوف و قد رأیت أن أجعلها شورى بینهم لیختاروا لأنفسهم ثم قال إن أستخلف فقد استخلف من هو خیر منی یعنی أبا بکر و إن أترک فقد ترک من هو خیر منی یعنی 14رسول الله ص ثم قال ادعوهم لی فدعوهم فدخلوا علیه و هو ملقى على فراشه یجود بنفسه .

فنظر إلیهم فقال أ کلکم یطمع فی الخلافة بعدی فوجموا فقال لهم ثانیة فأجابه الزبیر و قال و ما الذی یبعدنا منها ولیتها أنت فقمت بها و لسنا دونک فی قریش و لا فی السابقة و لا فی القرابة .

قال الشیخ أبو عثمان الجاحظ و الله لو لا علمه أن عمر یموت فی مجلسه ذلک لم یقدم على أن یفوه من هذا الکلام بکلمة و لا أن ینبس منه بلفظة .

فقال عمر أ فلا أخبرکم عن أنفسکم قال قل فإنا لو استعفیناک لم تعفنا فقال أما أنت یا زبیر فوعق لقس‌ [1] مؤمن الرضا کافر الغضب یوما إنسان و یوما شیطان و لعلها لو أفضت إلیک ظلت یومک تلاطم بالبطحاء على مد من شعیر أ فرأیت إن أفضت إلیک فلیت شعری من یکون للناس یوم تکون شیطانا و من یکون یوم تغضب و ما کان الله لیجمع لک أمر هذه الأمة و أنت على هذه الصفة .

ثم أقبل على طلحة و کان له مبغضا منذ قال لأبی بکر یوم وفاته ما قال فی عمر فقال له أقول أم أسکت قال قل فإنک لا تقول من الخیر شیئا قال أما إنی أعرفک منذ أصیبت إصبعک‌و البأو [2] الذی حدث لک و لقد مات 14رسول الله ص


[1] الوعق: الضجر المتبرم، و اللقس: من لا یستقیم على وجه.

[2] البأو: الکبر و الفخر. و نقل صاحب اللسان عن الفقهاء: «فى طلحة بأواء» .


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست