تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الرأى الآخر في الوحدة التقريب قواعد فقهية و عقايدية    المؤلف: الشیخ محمد السند    الجزء: ۱    الصفحة: ۷۹   

یقول أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام فی بیان أهمّیّة مودّتهم لحصول الالفة، وبالتالی الوحدة والقوّة والتقدّم التمدّنی:

«فاعْتَبِرُوا بِحالِ وَلَدِ إِسْماعِیلَ وَبَنی إِسْحاقَ وَبَنی إِسْرائِیلَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. فَما أَشَدَّ اعْتِدالَ الْأَحْوالِ، وَأَقْرَبَ اشْتِباهَ الْأَمْثالِ!

تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فی حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَتَفَرُّقِهِمْ، لَیالِیَ کَانَتِ الْأَکاسِرَةُ والْقَیاصِرَةُ أَرْباباً لَهُمْ، یَحْتازُونَهُمْ عَنْ رِیفِ الْآفاقِ، وَبَحْرِ الْعِراقِ، وَخُضْرَةِ الدُّنْیا، إِلَى مَنابِتِ الشِّیحِ، وَمَهافی الرِّیحِ، وَنَکَدِ الْمَعاش، فَتَرَکُوهُمْ عالَةً مَساکِینَ إِخْوانَ دَبَرٍ وَوَبَرٍ أَذَلَّ الْأُمَمِ داراً، وَأَجْدَبَهُمْ قَرَاراً، لَایَأْؤونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ یَعْتَصِمُونَ بِهَا، وَلَا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ یَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا. فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ، وَالْأَیْدِی مُخْتَلِفَةٌ، والْکَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ؛ فی بَلَاءِ أَزْلٍ، وَأَطْباقِ جَهْلٍ! مِنْ بَناتِ مَوْؤُودَةٍ، وَأَصْنامٍ مَعْبُودَةٍ، وَأَرْحامٍ مَقْطُوعَةٍ، وَغارَاتٍ مَشْنُونَةٍ.

فانْظُرُوا إِلَى مَواقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَیْهِمْ حِینَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ رَسُولًا، فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُمْ، وَجَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ؛ کَیْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَیْهِمْ جَناحَ کَرامَتِها، وَأَسالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِیمِها، وَالْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فی عَوَائِدِ بَرَکَتِها، فَأَصْبَحُوا فی نِعْمَتِهَا غَرِقِینَ، وَفی خُضْرَةِ عَیْشِهَا فَکِهِینَ. قَدْ تَرَبَّعَتِ الْأُمُورُ بِهِمْ، فی ظِلِّ سُلْطانٍ قاهِرٍ، وَآوَتْهُمُ الْحالُ إِلَى کَنَفِ عِزٍّ غالِبٍ، وَتَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَیْهِمْ فی ذُرَى مُلْکٍ ثابِتٍ. فَهُمْ حُکّامٌ عَلَى


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست