|
اسم الکتاب: ذلک الدین القیم
المؤلف:
الجزء: ۱
الصفحة: ۸٣
الحیاة وکمالها، وهی الحیاة التی لا موت بعدها، قال تعالى: ﴿یَدْعُونَ فِیهَا بِکُلِّ فَاکِهَةٍ آمِنِینَ * لَا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى﴾1, وقال تعالى: ﴿لَهُم مَّا یَشَاؤُونَ فِیهَا وَلَدَیْنَا مَزِیدٌ﴾2, فلهم فی حیاتهم الآخرة أن لا یعتریهم الموت، ولا یعترضهم نقصٌ فی العیش وتنغّصٌ. لکنّ الأوّل من الوصفین - أعنی الأمن - هو الخاصّیّة الحقیقیّة للحیاة، الضروریّة له3.
حبّ الدنیا عن أبی عبد الله علیه السلام قال: "رَأْسُ کُلِّ خَطِیئَةٍ، حُبُّ الدُّنْیَا"4.
التعلّق بالدنیا یصف أمیر المؤمنین علیه السلام حال المتعلّقین بالدنیا، فیقول: "أَقْبَلُوا عَلَى جِیفَةٍ، قَدِ افْتَضَحُوا بِأَکْلِهَا، وَاصْطَلَحُوا عَلَى حُبِّهَا. وَمَنْ عَشِقَ شَیْئاً، أَعْشَى بَصَرَهُ، وَأَمْرَضَ قَلْبَهُ، فَهُوَ یَنْظُرُ بِعَیْنٍ
1- سورة الدخان, الآیتان: 55-56. 2- سورة ق، الآیة 35. 3- الطباطبائیّ، العلّامة السیّد محمّد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، مصدر سابق، ج2، ص330. 4- الشیخ الکلینیّ، الکافی، مصدر سابق، ج2، ص315. 83 |
|