تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: ذلک الدین القیم    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۸۲   

وقوله تعالى: ﴿عَرَضَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا﴾1 وقوله تعالى: ﴿تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا﴾2. فوصف الحیاةَ الدنیا بهذه الأوصاف، فعدّها متاعاً، والمتاعُ ما یُقصَدُ لغیره، وعدّها عرضاً، والعرضُ ما یعترض ثمّ یزول، وعدّها زینةً، والزینة هو الجمال الذی یُضَمّ على الشیء لیُقصَد الشیء لأجله، فیقع غیر ما قصد، ویقصد غیر ما وقع، وعدّها لهواً، واللهوُ ما یلهیک ویشغلک بنفسه عمّا یهمّک، وعدّها لعباً، واللعبُ هو الفعل الذی یصدر لغایةٍ خیالیّةٍ لا حقیقیّةٍ، وعدّها متاع الغرور، وهو ما یُغَرّ به الإنسان.

 

الحیاة الحقیقیّة

ویفسّر هذه الآیات جمیعها ویوضحها قولُه تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوَانُ لَوْ کَانُوا یَعْلَمُونَ﴾3. یبیّن أنّ الحیاة الدنیا، إنّما تُسلَب عنها حقیقةُ الحیاة، أی کمالها، فی مقابل ما تُثبَت للحیاة الآخرة حقیقةُ

 

 


1- سورة النساء، الآیة 94. 2- سورة الکهف، الآیة 28. 3- سورة العنکبوت، الآیة 64.     82


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست