تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: ذلک الدین القیم    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۸۷   

ویحسن تأویل الکلمة على حسب مفهومَی الحسب.

 

أمّا على المفهوم الأوّل، فالإمام علیه السلام وصف حُسْن الخُلُق بأفضلیّة کَرَمِ ما یُعَدّ من المکارم، التی تُؤثَر عن الإنسان، حیث إنَّ أصول الفضائل الخُلُقیّة ثلاثةٌ: الحکمة، والعفّة، والشجاعة، ومجموعها العدالة. ثمّ إنّ الملکة التی للنفس، المسمّاة خُلُقاً، هی الأصل الذی تصدر عنه هذه الفضائل وأنواعها، ولا شکّ أن الأصل أشرف وأکرم من الفرع.

 

وأمّا على المفهوم الثانی، فهو أنّ حُسْنَ الخُلُق، لَمّا کان منبعاً لأصول الفضائل المذکورة، کان أکرمَ کفایةٍ تکون، إذ کان کفایة الجزء الباقی من الإنسان، وکان المالُ کفایة الجزء الحیوانیّ الفانی منه، والباقیات الصالحات خیرٌ عند ربّک ثواباً وخیرٌ أملاً.

 

وفی هذه الکلمة، تنبیهٌ على مراعاة حُسْن الخُلُق إن کان موجوداً، وعلى الاجتهاد فی اکتسابه إن کان مفقوداً، وذلک أنّه منشأٌ لجماع مکارم الأخلاق والفضائل، التی هی سببٌ للسعادة الباقیة، والله ولیّ الهدایة1.

 

 


1- ابن میثم البحرانیّ، شرح مئة کلمةٍ لأمیر المؤمنین علیه السلام، تصحیح وتعلیق میر جلال الدین الحسینیّ الأرمویّ المحدّث، قمّ، مؤسّسة النشر الإسلامیّ التابعة لجماعة المدرّسین بقمّ المشرّفة، لا.ت، لا.ط، ص97. (بتصرّفٍ)     87


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست