تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱    المؤلف: علی بن الحسین المسعودی    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۸   

ثم أتبعنا ذلک بأخبار الملوک الغابرة، والأمم الدَّاثرَة، والقُرون الخالیة، والطوائف البائدة على مَرّ سیرهم، فی تغیر أوقاتهم وتضیف أعصارهم، من الملوک والفراعنة العادیة والأکاسرة والیونانیة، وما ظهر من حکمهم ومقائل فلاسفتهم وأخبار ملوکهم، وأخبار العناصر، الى ما فی تَضَاعیف ذلک من أخبار الأنبیاء والرسل والأتقیاء، إلى أن أفضى الله بکرامته وشرّف برسالته محمداً نبیه صلى الله علیه وسلم، فذکَرْنا مولده، ومنشأه، وبعثته، وهجرته، ومَغَازیَه، وسَرایاه، إلى أوَانِ وفاته، واتصال الخلافة، واتِّساق المملکة بزمن زمن، ومَقَاتِل من ظهر من الطالِبیِّین، إلى الوقت الذی شرعنا فیه فی تصنیف کتابنا هذا من خلافة المتقی للَّه أمیر المؤمنین، وهی سنة اثنتین وثلاثین وثلاثمائة.
ثم أتبعناه بکتابنا الأوسط فی الاخبار على التاریخ وما اندرج فی السنین الماضیة، من لدن البدء إلى الوقت الذی عنده انتهى کتابنا الأعظم وما تلاه من الکتاب الأوسط.
ورأینا إیجاز ما بسطناه، واختصار ما وسطناه، فی کتاب لطیف نودِعُه لُمَع ما فی ذیْنِکَ الکتابین مما ضمَّنَّاهُما، وغیر ذلک من أنواع العلوم، وأخبار الأمم الماضیة، والأعصار الخالیة، مما لم یتقدم ذکره فیهما.
على أنا نعتذر من تقصیرٍ إنْ کان، ونتنصَّل من إغفالٍ إنْ عَرَض، لما قد شَابَ خواطِرَنا، وغمَرَ قلوبنا، من تَقاذُف الأسفار، وقطْع القفار، تارة على متن البحر، وتارة على ظهر البر، مُستَعلمِینَ بدائع الأمم بالمشاهدة، عارفین خواصّ الأقالیم بالمعایَنة، کقَطعْنا بلادَ السِّند والصنف والصین والزابج، وتقَحُّمنا الشَّرقَ والغرب، فتارةً بأقصى خُراسان، وتارة بوسائط إرمینیة


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست