تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱    المؤلف: علی بن الحسین المسعودی    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۸   

حتى إذا ترعرع وأیفعَ وکمل واستبصر أو عز الیه آدم وصیته، وعرّفه محل ما استودعه. وأعلمه أنه حجة الله بعده، وخلیفته فی الأرض، والمؤدی حق الله الى أوصیائه، وأنه ثانی انتقال الذّرّة الطاهرة، والجرثومة الزاهرة.

وصیة آدم لشیث ثم وفاته:


ثم إن آدم حین أدى الوصیة إلى شیث احْتَقَبَها، واحتفظ بمکنونها، وأتت وفاة آدم علیه السلام، وقرب انتقاله، فتوفی یوم الجمعة لست خَلَوْنَ من نیسان، فی الساعة التی کان فیها خَلْقُه، وکان عمره علیه السلام تسعمائة سنة وثلاثین سنة، وکان قد وصى ابنه شیئاً علیه السلام على ولده، ویقال: إن آدم مات عن أربعین ألفاً من ولده وولد ولده.
وتنازع الناس فی قبره: فمنهم من زعم ان قبره بِمِنىً فی مسجد الخَیفِ، ومنهم من رأى أنه فی کهف فی جبل أبی قُبیْس، وقیل غیر ذلک، والله أعلم بحقیقة الحال.

حکم شیث بن آدم:


وإن شیثاً حکم فی الناس، واستشرع صحف أبیه وما أنزل علیه فی خاصته من الأسفار والاشراع، وإن شیثاً واقع امرأته فحملت بأنوش، فانتقل النور إلیها، حتى إذا وضعته لاحَ النور علیه، فلما بلغ الوصاةَ أو عز الیه شیث فی شأن الودیعة وعرفه شأنها وأنها شرفهم وکرمهم وأو عز إلیه ان ینبّه ولده على حقیقة هذا الشرف وکبر محله، وأن ینبهوا أولادهم علیه، ویجعل ذلک فیهم وصیة منتقلة ما دام النسل.
فکانت الوصیة جاریة تنتقل من قرْن الى قرن، إلى أن أدّى الله النور الى عبد المطلب وولده عبد الله أبی رسول الله صلى الله


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست