تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۱۱   

الآیة رقم (9) - یُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِینَ آمَنُوا وَمَا یَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا یَشْعُرُونَ


الخداع فی لسان العرب لابن منظور: إظهار غیر ما تُبطن. فکیف نوفّق بین هذا المعنى وقول الله عزَّوجل ﴿یُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [النّساء: من الآیة 142]، ومثل ذلک قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَکَرُوا وَمَکَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَیْرُ الْمَاکِرِینَ﴾ [آل عمران]، والله عزَّوجل لیس فی حاجة إلى الخداع والمکر؟
ولا بدّ من امتلاک اللّغة العربیّة لمن یتصدّى للتّفسیر، والمعنى: أنّ المکر الأوّل فی الآیة هو مکرهم، والمکر الثّانی فی الآیة هو أنّ الله یکشف مکرهم ویُبطل آثار مکرهم. وهنا فی قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا یَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم﴾؛ لأنّهم لا یستطیعون أن یخدعوا الله، وقد یخدعون المؤمنین، ولکن لا أحد یستطیع أن یخدع الله عزَّ وجل؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى یعلم السرّ وأخفى کما قال تبارک وتعالى: ﴿وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ یَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه]، والسّرّ عادةً یکون بین اثنین، فما الّذی هو أخفى من السّرّ؟ هو ما تُضمره فی نفسک دون أن تطلع علیه أحداً، فأنت لا تستطیع خداع الله سبحانه وتعالى، والقرآن الکریم یقول: ﴿وَمَا یَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا یَشْعُرُونَ﴾، وفی آیة أخرى یقول: ﴿لَا یَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: من الآیة 13]، والفارق بینهما هو أنّه حین یکون الحدیث عن الإیمان یقول: ﴿لَا یَعْلَمُونَ﴾، وحین یکون الحدیث عن النّفاق یقول: ﴿وَمَا یَشْعُرُونَ﴾؛ لأنّ الإیمان غیبیّ ویحتاج إلى علم، أمّا النّفاق



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست