تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۱۲   

والخداع فهو شیء ملموس حسّیّ فناسبه القول بأنّهم: ﴿وَمَا یَشْعُرُونَ﴾.

الآیة رقم (10) - فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِیمٌ بِمَا کَانُوا یَکْذِبُونَ


أمراض القلوب تختلف عن أمراض الجوارح، فأمراض الجوارح تعطی إنذاراً بالألم، بینما أمراض القلوب لا تُعطی إنذاراً.
والإنسان قد یکون مفسداً ویظنّ نفسه أنّه یُصلح، وقد یکون بخیلاً ویقول: لیس هناک من هو أکرم منّی، وقد یکون فاجراً ویقول: لیس هناک من هو أهدى منّی، وقد یقول: أنا لا أحسد أحداً، ویکون أکبر الحاسدین.
فأمراض القلوب من عُجب وکبر وضغینة وحقد، لا إنذار لها.
والمنافقون فی قلوبهم مرض وهم لا یشعرون، وأوّل سبب لذلک هو عدم الانسجام وعدم التّوافق بین الملکات، فهناک ملکة الکلام، وملکة الاعتقاد، وغیرها، وإذا أظهر الإنسان شیئاً وأبطن شیئاً آخر فهذا دلیل على عدم الانسجام بین الملکات النّفسیّة، وعدم الانسجام مرض فی القلب، وزادهم الله مرضاً لیس ظلماً منه (سبحانه)، بل لأنّهم اختاروا الضّلال والکذب واختاروا الفجور وعدم الأمانة، والله سبحانه وتعالى یقول: ﴿وَهَدَیْنَاهُ النَّجْدَیْنِ﴾ [البلد]، ویقول: ﴿إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِرًا وَإِمَّا کَفُورًا﴾ [الإنسان]، فالله سبحانه وتعالى وضع أمام الإنسان الاختیار، فإمّا أن یختار خیار المرض فیزیده الله مرضاً لاختیاره، وإمّا أن یختار الصّحة والسّلامة فیوفّق إلیها.
وإذا نصح الطّبیب مریضاً بألّا یأکل السّکّر کی لا یزید معدّله فی



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست