تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۱٤   

الخمر.. فهذا فساد البدن. وفساد القیم والنّعم أخطر؛ لأنّ علاقتهما مع المجتمع بأکمله، فإذا ظهر الفساد فی قومٍ فقد أحلّوا بأنفسهم عذاب الله، وإذا شاعت الموبقات کالزّنا والرّبا.. الّتی هی من فساد القیم فإنّها تضرّ بالمجتمع.. وهذه من صفات المنافقین. والمنافقون یُفسدون بحجّة الإصلاح، وباعتقادهم أنّهم مصلحون، وهم یُفسدون القیم والنّعم والبدن.

الآیة رقم (12) - أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـکِن لاَّ یَشْعُرُونَ


المنافقون مفسدون، وهذه من صفات المنافقین، وهم لا یشعرون بالفساد، فاستخدم القرآن الکریم صفة ﴿لاَّ یَشْعُرُونَ﴾؛ لأنّ الفساد شیء حسّیّ ظاهریّ.

الآیة رقم (13) - وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ کَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـکِن لاَّ یَعْلَمُونَ


جاء هنا قوله: ﴿لاَّ یَعْلَمُونَ﴾؛ لأنّ الأمر متعلّق بالإیمان -کما ذکرنا-، فإذا قیل لهم: آمنوا کما یؤمن النّاس، أی: بشکل صحیح سلیم، قالوا: أنؤمن کما آمن السّفهاء؟ وهم یقصدون هنا الفقراء، أمّا السّفیه فی اللّغة فهو ضعیف العقل.

الآیة رقم (14-15) - وَإِذَا لَقُواْ الَّذِینَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَیَاطِینِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَکْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ * اللّهُ یَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَیَمُدُّهُمْ فِی طُغْیَانِهِمْ یَعْمَهُونَ


النّفاق هو من أخطر الأدواء الّتی تُصیب المجتمعات، وهو داء موجود



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست