تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٣۸   

ویعمروا البنیان ویرتقوا بالإنسان.
﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾ ما هی الصّالحات؟ هی کلمة جمع، مفردها صالحة وعکسها الفاسدة. ومن الواجب علینا أن نحارب ونکافح الفساد، وعلى الأمم کلّها من دول متقدّمة ومتخلّفة ومن بلدان العالم الأوّل والثّانی والثّالث.. أن ترفع شعار (محاربة الفساد)، وقد سبقهم الإسلام إلى ذلک فربط الإیمان بالعمل الصّالح وهو ضدّ الفساد.
ما هو الفساد؟ هو اختلال الموازین وانفلات الشّهوات مثل: (شهوة التّملّک الّذی یؤدّی إلى السّرقة، وشهوة الجنس الّتی تؤدّی إلى الزّنا …)، وقد جاء الإسلام لیضبط الشّهوات، ولیس لیُطْلِقَها کما یدّعون حین یتحدّثون عن تعدّد الزّوجات، وسنتحدّث عن هذا فی حینه. والإسلام أرقى التّشریعات، وکلّما ارتقى التّشریع البشریّ اقترب من تشریع الإسلام.
والفساد أنواع:
فهناک فساد فی القیم، وفی النّعم، وفی البدن. والواجب محاربة الفساد بأنواعه الثّلاثة، وعلى رأسها فساد القیم؛ لأنّ اختلال الموازین والقیم یؤدّی إلى شیوع الفساد، قال سبحانه وتعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ﴾ [الرّوم: من الآیة 41]، وقد سخّر الله سبحانه وتعالى الأرض والسّماء والهواء والبحار والأنهار والآبار.. وکلّ شیء أعطانا إیّاه صالحاً، فأفسده الإنسان حین أطلق للشّهوات العنان. ولذلک جاءت الشّریعة الإسلامیّة لضبط حرکة الإنسان فی الحیاة، کی لا یبغی على غیره، ولا یکون ظالماً حاسداً حاقداً



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست