تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٣۷   

فدیننا دین أخلاقٍ وسلوکٍ، ویجب أن تتطابق السّلوکیّات مع المعتقدات.
ومن یدعو النّاس للتّحلّی بالأخلاق بدون دِین فلا فائدة من هذه الأخلاق، کما أنّ الإیمان بدون عمل صالح لا یکفی. فالإیمان هو رصید القلب للسّلوک الّذی یُحاسَب علیه الإنسان، کما قال صلَّى الله علیه وسلَّم: «الإیمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستّون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّریق»([1])، وقد فهم صحابة رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم: وآل بیته الأطهار وجیل الرّعیل الأوّل الإسلام على حقیقته، وأدرکوا ذلک جیّداً، حتّى یقول سیّدنا عمر رضی الله عنه وقد کان جبّاراً فی الجاهلیّة یعبد الأصنام، وحین أسلم وتولّى الخلافة قال: “والله لو عثرت شاة على طریق الفرات لخفت أن یسألنی عنها الله یوم القیامة، فیقول لی: یا عمر، لـمَ لـم تعبّد لها الطّریق”، وهذا أبو بکر الصّدیق رضی الله عنه یوصی جنده قبل فتح بلاد الشّام: “أیّها النّاس، قفوا أوصیکم بعشر فاحفظوها عنّی، لا تخونوا ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا طفلاً صغیراً ولا شیخاً کبیراً ولا امرأة ولا تعقروا نخلاً ولا تحرّقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعیراً إلّا لمأکلة، وسوف تمرّون بأقوام فرّغوا أنفسهم فی الصّوامع فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له”، وهذا الکلام یدلّ على فهم للإسلام بأنّه رسالة خیر وعطاء، ورسالة أخلاق وقیم للإنسان ورفق بالحیوان والنّبات والجماد.. ولیس للقتل والتّخریب والتّکفیر.. هکذا فهموا الإسلام فاستطاعوا أن یفتحوا البلدان


(([1] صحیح مسلم: کتاب الإیمان، باب بیان عدد شعب الإیمان، الحدیث رقم (54).



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست