تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٣٦   

الآیة رقم (25) - وَبَشِّرِ الَّذِین آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ کُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِی رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِیهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِیهَا خَالِدُونَ


البشارة: خبر سارّ یأتیک، والقرآن یبشّر المؤمنین الّذین یعملون الصّالحات، ولم یکتفِ بالإیمان وحده؛ لأنّ الإیمان هو الرّصید السّلوکیّ للإنسان، ونحن نعبّر عن الإیمان بالسّلوک. وعندما انفصل المسلمون بسلوکهم عن إیمانهم أضاعوا دینهم، فتجد من یصلّی ویصوم ویحجّ ویصلّی على النّبیّ صلَّى الله علیه وسلَّم ثمّ یکذب ویغتاب ویمشی بالنّمیمة ویرتشی ویقتل فذلک لا یمکن طبعاً؛ لأنّ الإیمان هو الرّصید القلبیّ للسّلوک، والإیمان هو «ما وقر فی القلب وصدّقه العمل»([1]) کما قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فلا إیمان بدون ترجمان. والإیمان الصّحیح یعکس الأخلاق، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى رسوله صلَّى الله علیه وسلَّم بقوله: ﴿وَإِنَّکَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمٍ﴾ [القلم]، فاجتمعت فیه صفات الکمال، وهذه أعظم صفة لبشر، وهی الأخلاق.
وکأنّما عبّر سبحانه وتعالى عن الدّین والشّرائع السّماویّة جمیعاً من إسلام ومسیحیّة.. بأخلاقه، وقد قال صلَّى الله علیه وسلَّم: «إنّما بُعثتُ لأتمّم مکارم الأخلاق»([2])،


(([1] سنن التّرمذیّ: کتاب فضائل القرآن، باب رقم (25)، الحدیث رقم (2926).
(([1] سنن التّرمذیّ: کتاب فضائل القرآن، باب رقم (25)، الحدیث رقم (2926).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست