تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٤۵   

وحین توصل الأرحام تتماسک الأسرة والعائلة، ویتماسک الحیّ، وتتماسک بالتّالی القریة، والمدینة.. ویؤدّی ذلک إلى تماسک المجتمع وتماسک الوطن. والله تبارک وتعالى دعى إلى کلّ ما یصلح الإنسان، ودعى إلى عمل الصّالحات، لکن الفاسق مفسد فی الأرض. وقد سخّر الله سبحانه وتعالى الأرض وما فیها للإنسان، وجعلها صالحة لحیاته، وطلب منه أن یکون صالحاً، فمن یخرج عن منهج الله سبحانه وتعالى فهو مفسد فی الأرض، لا یضیره عندها أن یکذب وینمّ ویزنی ویسرق ویرتشی ویقطع الشّجر ویلوّث البحار، وفی هذا فساد القیم وفساد النّعم، وهؤلاء هم الخاسرون.

الآیة رقم (28) - کَیْفَ تَکْفُرُونَ بِاللَّهِ وَکُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْیَاکُمْ ثُمَّ یُمِیتُکُمْ ثُمَّ یُحْیِیکُمْ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ


هذا استفهام استنکاریّ: کیف تکفرون بالله؟! تذکّروا وجود الله.. من خلال إحیائکم وإماتتکم، فهو الّذی خلق الموت والحیاة. وقدّم الموت على الحیاة؛ لأنّ الموت هو دلیل على الحیاة. وقضیّة الموت هی السّبیل لمواجهة الإلحاد؛ لأنّ دعوات الإلحاد لا تواجَه إلّا بالعلم وبالدّلیل، وقضیّة الموت هی السّبیل لمواجهة الملحدین الّذین یقولون: إنّ العقل یکفی لإدارة الحیاة، ویقولون: لا تحدّثونا عن الغیبیّات.. نردّ علیهم: إنّ الّذی تحکّم فی الخلق إیجاداً هو الّذی تحکّم فیه موتاً، وقد أرانا الموت بحقیقته، وذکر لنا ما غاب عنّا من خلقنا: ﴿مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ﴾ [الکهف: من الآیة 51]، فلا أحد شهد خلق نفسه، ولم نحضر آدم علیه السَّلام عندما



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست