تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٤۷   

قد ینفی بعض الملاحدة خلق الله سبحانه وتعالى لکلّ ما فی الأرض ویقول: نحن نخترع الآلات، ونأتی بالبذور لتصبح ثماراً وأشجاراً، ونضع البذور فی التّراب، ونستخدم لها السّماد، نحن نزرع، نحن نصنع، نحن نبنی، ونحن من اخترع الآلة والکهرباء والسّیارة والطّائرة.. وکیف یقول الله سبحانه وتعالى: خلقتُ ما فی الأرض جمیعاً فکیف ذلک؟ لا شکّ أنّ الآیة صحیحة، لکنّهم لم یفهموا مرادات القرآن الکریم لقصور عقولهم. والله جلّ وعلا خالق کلّ شیء: قم بإعادة التّسلسل، بدءاً من حبّة القمح، فمن أین أتت الحبّة الأولى؟ خُلِقت کما خُلِق آدم علیه السَّلام.. وأنت استخدمت الأسباب الّتی وضعها الله عزَّ وجل، فکلّ الأمور فی الحیاة من بدایتها تعود لخلق الله جلَّ جلاله لها، ثمّ وضعت الأسباب والعوامل، وحتّى من یرید صناعة طائرة مثلاً لا بدّ له من الأسباب العلمیّة والقوانین الّتی خلقها الله سبحانه وتعالى لوجود الأشیاء.. ومثلاً: من اخترع الکهرباء؟ هی موجودة أصلاً، والإنسان اکتشفها لتخرج إلى العیان، فالله عزَّوجل خلق ما فی الأرض جمیعاً.
﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء﴾ یُقال:
• استوى الإنسان بعد أن کان مائلاً.
• أو استوى الملک على عرشه.
لیس کمثله شیء، تنزّه عن الشّبیه والنّظیر، والفعل یُنسب إلى فاعله، فبصرنا لیس کبصر الله عزَّ وجل، وعلمنا لیس کعلمه.. واستواء الله سبحانه وتعالى یلیق بجلاله. والآیات الّتی تتعلّق بصفات الله سبحانه وتعالى وأفعاله وکلامه، وقد یکون فیها



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست