تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۵۹   

فَإِنَّکَ رَجِیمٌ﴾ ] الحجر[، فبماذا اختلفت معصیة إبلیس -لعنه الله- عن معصیة سیّدنا آدم علیه السَّلام؟ الجواب: أنّ معصیة إبلیس کانت استکباراً، أمّا معصیة آدم علیه السَّلام فکانت ضعفاً، فقد ردّ إبلیس الأمر على الآمر، وهو الله سبحانه وتعالى، وکان سبب معصیته هو الکِبر، والاستکبار مفتاح الکفر، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیَاتِنَا وَاسْتَکْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ الْخِیَاطِ ۚ وَکَذَٰلِکَ نَجْزِی الْمُجْرِمِینَ﴾ ] الأعراف[، بینما یقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِیفًا﴾] النّساء: من الآیة 28[، فالله عزَّوجل یتسامح مع من أذنبَ بسبب ضعفه، مثال: إن قلتُ لک: صلّ، فأجبتَ: أتمنى ذلک، لکنّ وقتی ودوامی وظروفی لا تسمح..، فهذا اسمه ضعف، أمّا لو قلتَ: لا یوجد شیء اسمه صلاة، فهذا ردّ الأمر على الآمر، وهو استکبار على الله عزَّ وجل وهذا هو الفرق بین معصیة إبلیس ومعصیة آدم، فإبلیس قد ردّ الأمر على الله جلَّ جلاله کما أخبرنا الله سبحانه وتعالى فی کتابه العزیز: ﴿قَالَ أَنَا خَیْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِی مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِینٍ﴾] الأعراف: من الآیة 12[، لذلک: ﴿أَبَىٰ وَاسْتَکْبَرَ وَکَانَ مِنَ الْکَافِرِینَ﴾.
فإذاً هناک فرقٌ کبیر، یقول الإمام الغزالیّ: (فرقٌ کبیر بین من ضعفت إرادته فی الحقّ، وبین مَن قویت إرادته فی الباطل)، فمن ضعفت إرادته فی الحقّ وارتکب ذنباً یمکن التّسامح معه، أمّا من أصرّ واستکبر فلا تسامح معه.. ومن هنا صار الاشتقاق من إبلیس: أبلس: أی یئس من رحمة الله سبحانه وتعالى.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست