تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٦۱   

(ولا تقربا: نهی وحرام)، إذن هذا المنهج الّذی سینزل به إلى الأرض، هو المنهج الإلهیّ، وفیه: افعل ولا تفعل، حلال وحرام.
لماذا قال سبحانه وتعالى: ﴿أَنتَ وَزَوْجُکَ﴾ ولم یقل: زوجتک؟ ولماذا لم یُدخل على الکلمة تاء التّأنیث؟ الجواب: أنّ الإسلام سوّى بین الزّوجین، فهی زوجُه، وهو زوجها، ولیعلم کلّ من یدّعی أنّ الإسلام ظلم المرأة ولم یعطها حقوقها أنّ کلّ شرائع السّماء الّتی کان آخرها الإسلام ساوت بین الرّجل والمرأة، فهما متساویان فی التّکلیف والمسؤولیّة، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَکَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاةً طَیِّبَةً﴾ ]النّحل: من الآیة 97[. وفی اللّغة العربیّة: زوجک تعنی مثیلک، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُکُمْ تُحْبَرُونَ﴾ ]الزّخرف[، وهذه هی المساواة، وهذه هی حقوق المرأة فی الإسلام. أمّا الّذین ینادون بجهاد النّکاح وغیره من المصطلحات الّتی لا علاقة لها بدین ولا خلق ولا شریعة، فنحتکم وإیّاهم إلى القرآن الکریم، فنحن لا نلتزم إلّا بالقرآن، ولا نسیر إلّا وراء القرآن.
وفی جنّة التّجربة جعل الله سبحانه وتعالى الحلال واسعاً جدّاً: ﴿وَکُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَیْثُ شِئْتُمَا﴾، وجعل الحرام محدوداً: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ﴾، وهذا ردٌّ على من یقول: (إنّکم أیّها المسلمون تحرّمون على أنفسکم متع الحیاة ومباهجها)، فنقول لهم: الحلال فی شرعنا واسع جدّاً، فلقد أباح لنا المشروبات کلّها: الماء، واللّبن، والعصائر، وغیر ذلک کثیر، وحرّم علینا شیئاً واحداً فقط وهو الخمر (وهو ما تغیّر من العصائر)، وأباح لنا کلّ الأطعمة:



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست