تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٦۲   

من لحوم الأنعام والدّجاج والسّمک والنّبات وغیر ذلک، وحرّم علینا المیتة ولحم الخنزیر. فالحلال کلّ شیء، والحرام مخصوص بشیء واحد، أو شیء صغیر. وقد کان النّهی فی جنّة التّجربة عن شیء واحد فقط: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ فنهاهما عن شجرة واحدة فقط.
﴿وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَکُونَا مِنَ الظَّالِمِینَ﴾: الظّلم عادةً یقع من الإنسان لغیره، إلّا إذا قدّم لنفسه شهوة عاجلة، وحرمها من نعیمٍ آجل ودائم ومُقیم، فإنّه عند ذلک یکون ظالماً لنفسه. فالّذی یقدّم لنفسه شهوة عاجلة، کأن یشرب الخمر أو یزنی أو یسرق أو یقامر أو یغتاب أو یکذب، فإنّه حقّق شیئاً من المتعة المؤقّتة، لکنّه فی الحقیقة ظلم نفسه؛ لأنّه حرمها النّعیم السّرمدیّ الأبدیّ الدّائم فی الجنّة، وسیکون ذلک وبالاً علیه وعلى ذریّته وأهله ووطنه ومجتمعه، فهذا هو الظّالم لنفسه ﴿فَتَکُونَا مِنَ الظَّالِمِینَ﴾.
فمن یخالف أوامر الله سبحانه وتعالى فقد ظلم نفسه؛ لأنّ الله جلَّ جلاله هو خالق الإنسان ویعرف ما یصلح له، وکما أنّ الصّانع یجعل مع المنتَج کتیّباً یبیّن فیه طریقة الاستخدام الصّحیح لمنتجه، فإنّ الله سبحانه وتعالى وضع للإنسان المنهج الّذی یصلحه ویسعده.

الآیة رقم (36) - فَأَزَلَّهُمَا الشَّیْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا کَانَا فِیهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُکُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَکُمْ فِی الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِینٍ


أتاح الله تبارک وتعالى لآدم علیه السَّلام وزوجه فترة تجربة فی جنّة التّجربة، وقد ضعف آدم علیه السَّلام وضعفت زوجه فأکلا من الشّجرة المحرّمة، فکانت



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست