تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۷۲   

الآیة رقم (40) - یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ اذْکُرُواْ نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْکُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِکُمْ وَإِیَّایَ فَارْهَبُونِ


أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنّه أنزل آدم وحوّاء إلى الأرض بعد هبوطهما من جنّة التّجربة، وزوّدهما بالتّجربة العملیّة من خلال الشّجرة الّتی نهاهما عنها، وأزلّهما الشّیطان فأخرجهما ممّا کانا فیه، وبیّن الله سبحانه وتعالى لهما أنّ إبلیس عدوّ لهما ولأولادهما، وطمأنهما بأنّه جلَّ جلاله سیرسل لهم الرّسالات هدایةً ودلالة على الطّریق المستقیم المؤدّی إلى الجنّة الّتی سیخلّدون فیها. فمن تبع طریق الهدى فلا خوف علیهم ولا هم یحزنون.
وفجأة وبعد هذه المشاهد (مشاهد آدم وزوجه وهبوطهما إلى الأرض) انتقلت الآیات مباشرة إلى خطاب شعب بنی إسرائیل متجاوزة جمیع الأنبیاء والأمم الّتی سبقت بنی إسرائیل. وهذا من إعجاز القرآن وعظمته، فقد أراد الله سبحانه وتعالى من موکب الرّسالات أن یعطی أمّة محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم أبلغ درس، بالإضافة إلى العداوة الّتی سیجدونها من بنی إسرائیل مثل عداوة إبلیس لبنی آدم.
وبنو بنی إسرائیل تتوزّع قصصهم فی مواضع کثیرة من القرآن الکریم لما فیها من العبر البلیغة، وسنجد فی قصصهم البغی، والفساد، وسفک الدّماء، وحبّ المال، وأکل الرّبا، والحسد، وتحریف الکلم عن مواضعه، والأمراض المختلفة، والجحود.. فأراد الله سبحانه وتعالى أن یعطی الدّروس والعبر لأمّة محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم من خلال مثال هذا الشّعب. ومن أمّة بنی إسرائیل ستکون العداوة والفساد، وقد بنوا دولتهم العنصریّة متستّرین باسم



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست