تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۹   

الّذین یکفّرون النّاس ویمارسون القتل والإجرام والإرهاب، ویُسمّون أنفسهم بالإسلامیّین فهم لیسوا من الإسلام فی شیء، ولا علاقة لهم به.
وممّا تجدر الإشارة إلیه أن فواتح سورة (البقرة) ذکرت صفات المؤمنین فی ثلاث آیات، وآیتان فقط عن الکافرین، وثلاث عشرة آیة متتالیة تتعلّق بالمنافقین، فعدد الآیات الّتی تحدّثت عن المنافقین یُعطینا مدى خطورة النّفاق، وتأثیره على المجتمع، وعلى الدّین، وعلى أتباع هذا الدّین، فالنّفاق مرض خطیر، وداء یُصیب المجتمعات، وهو أخطر من العداوة الظّاهرة الواضحة، فهو عداوة مبطّنة، وهناک من استغلّ مصطلح الکفر والتّکفیر بشکل خطیر لیبرّر لأعداء الإسلام من صهاینة وغیرهم قولهم: إنّ دین الإسلام هو دین التّکفیر والقتل، لذلک یجب علینا أن نکون واعین حتّى لا یلتبس الأمر ویُشکل على الأجیال القادمة من النّاشئة والشّباب. والخطر لیس فی تغییر مفهوم المصطلح، وإنّما من أدعیاء العلم والدّین الّذین لا یعرفون تفسیر الآیات المتعلّقة بالکفر، فیترکون الأمر مبهماً.
وإنّ فی صفات المؤمنین ما فیه صلاح العقیدة، وصلاح الفرد، وصلاح المجتمع، وفیها قبول للآخر، واحترام للرّأی الآخر. فالإیمان بالغیب فیه صلاح للعقیدة؛ لأنّ العقیدة مرتبطة بالغیب. والإیمان بالله سبحانه وتعالى إیمان غیبیّ، وکذلک الإیمان بالیوم الآخر وبالملائکة، وصلاح العقیدة یؤدّی إلى إقامة الصّلاة، وفی الصّلاة صلاح الفرد؛ لأنّها تنهى عن الفحشاء والمنکر، والصّلاة هی صلة الفرد مع ربّه، صلة المخلوق مع خالقه، أمّا الإنفاق من الرّزق فهو یؤدّی إلى صلاح المجتمع، وإلى التّکافل بین أفراد المجتمع.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست