تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۹٤   

النَّارُ ...(113)﴾ [هود].
والرکون لغةً هو المیل والسکون:. الفیروز آبادی, محمد بن یعقوب, القاموس المحیط: دار العلم للجمیع, بیروت, لبنان, ج4, ص329, مادة رکن..
والتقیّة لیست میلاً ولا سکوناً, وإنما هی محاماة على النفس, أو المال, أو العرض, بفعلٍ أو قولٍ یُکْرِهُهُ علیه الظالم, مع بغضه له, وإنکاره القلبی لما أمره به, فالآیة لا علاقة لها بالتقیّة, وهی خارجة عنها تخصصاً.
وکذلک إلى قوله تعالى: ﴿ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِیَ فِی اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ کَعَذَابِ اللَّهِ وَ لَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّکَ لَیَقُولُنَّ إِنَّا کُنَّا مَعَکُمْ أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِی صُدُورِ الْعَالَمِینَ‌ (10) وَ لَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِینَ‌ (11) ﴾ [العنکبوت].
تتحدَّث الآیة عن قومٍ یعدّون أنفسهم من المؤمنین, ولیسوا منهم, لأن المؤمن یفرّق بین عذاب ربّه, وبین فتنة عباده, فهی تتحدّث عمَّن إذا أصابه أذىً نتیجة إیمانه, رجع عنه احترازاً من الأذى, کالذی یرجع عن ذنوبه احترازاً من عذاب ربّه, وتبیّن خاتمة الآیة أن الله سبحانه وتعالى سیؤاخذه على هذه التسویة بین العذابین, وعن رجوعه عن الإیمان خشیة عذاب الناس, فالآیة تشیر إلى الرجوع عن الإیمان, وأن هذا القائل بعدما رجع عن إیمانه خشیة الناس, إذا أحس بنصر المؤمنین, قال: إنا معکم, فکیف یجتمع هذان الأدّعاءان ؟, فهو قد کفر بالله واقعاً بعد إیمانه, ثم أظهر الإیمان عندما سمع بنصر المؤمنین, لعلّه یشارکهم فی غنیمتهم, ولکن الله مطّلع على حقیقته, عالِمٌ بما فی صدره, والله یمیّز بین المؤمنین والمنافقین,




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست