تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٠   

بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ یَهْدِیهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ‌ (16) ﴾ [المائدة].
فأیّةُ غضاضة وأیُّ عیب فی أن یعیش الإنسان حسب سُنَّة کونیة وإنسانیّة ؟, أولیس العکس هو الصحیح ؟, ثم هل یحتاج العیش وفق نظام کونی وإنسانی إلى برهان ودلیل خاصَّین ؟, أولیس المخالف للحفظ والمنکر له هو الذی یحتاج إلى إبراز الدلیل على صحة مخالفته وإنکاره ؟!.

ثانیاً: (الکتمان) سیرة عُقلائیّة


قد یضطر الإنسان أحیاناً إلى الإطناب فی بیان بعض الواضحات، أو یسعى لإزالة شبهة عارضة على إحدى البدهیات, أدَّت إلیها کثرة التشکیکات وشدة التهویلات، وما نحن فیه من هذا القبیل، وإلا فمتى کانت أهمیة الکتمان بحاجة إلى بیان، فهل من عاقل إلا ویکتم شیئاً فی حیاته ؟, بل متى کانت الخفة محمودة ؟, ومتى کان الناس یأتمنون الخفیف على شیء من أمورهم ؟.
مَنْ الذی یحکی کل ما یحصل فی أسرته من مشکلات، وما یوجد فیها من نقائص أو عیوب ؟, إذ لا یخلو کثیر من البیوت من ذلک، ومَنْ الذی یقدِّم إلى کل أحد قائمة بممتلکاته وأسرار رزقه وتجارته ؟, ومَنْ یعلن لکل أحد برنامج عمله الیومی وتفاصیل حیاته الشخصیة وما یدور فی حدیثه مع کل أحد من الشؤون العامة أو الخاصة ؟, ثم مَنْ الذی یعبِّر لکل الناس عن حقیقة مشاعره نحوهم دون استثناء، أو عن مواقفه السیاسیة ؟, أو عن کل ما یدور فی ذهنه من تساؤلات عن أمور الکون والإنسان والحیاة، إلى آخر ما هنالک من أسئلة یجاب علیها جمیعاً بکلمة: لا أحد، ولیس هذا الکتمان إلا من أجل أن لا یتحمل الإنسان ما ینجم عن البوح بتلک القضایا من أضرار, وما قد یعصف بکیانه المادی أو المعنوی من




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست