تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱    المؤلف: ابن ابی الحدید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠۵   

ثم اختلفوا فی مدة بقاء کیومرث فی الوجود فقال الأکثرون ثلاثون سنة و قال الأقلون أربعون سنة و قال قوم منهم إن کیومرث مکث فی الجنة التی فی السماء ثلاثة آلاف سنة و هی ألف الحمل و ألف الثور و ألف الجوزاء ثم أهبط إلى الأرض فکان بها آمنا مطمئنا ثلاثة آلاف سنة أخرى و هی ألف السرطان و ألف الأسد و ألف السنبلة .

ثم مکث بعد ذلک ثلاثین أو أربعین سنة فی حرب و خصام بینه و بین أهرمن حتى هلک‌ [1] .

و اختلفوا فی کیفیة هلاکه مع اتفاقهم على أنه هلک قتلا فالأکثرون قالوا إنه قتل ابنا لأهرمن یسمى خزورة فاستغاث أهرمن منه إلى یزدان فلم یجد بدا من أن یقاصه به حفظا للعهود التی بینه و بین أهرمن فقتله بابن أهرمن و قال قوم بل قتله أهرمن فی صراع کان بینهما قهره فیه أهرمن و علاه و أکله‌ [1] .

و ذکروا فی کیفیة ذلک الصراع أن کیومرث کان هو القاهر لأهرمن فی بادئ الحال و أنه رکبه و جعل یطوف به فی العالم إلى أن سأله أهرمن أی الأشیاء أخوف له و أهولها عنده فقال له باب جهنم فلما بلغ به أهرمن إلیها جمح به حتى سقط من فوقه و لم یستمسک فعلاه و سأله عن أی الجهات یبتدئ به فی الأکل فقال من جهة الرجل لأکون ناظرا إلى حسن العالم مدة ما فابتدأه أهرمن فأکله من عند رأسه فبلغ إلى موضع الخصی و أوعیة المنی من الصلب فقطر من کیومرث قطرتا نطفة على الأرض فنبت منها ریباستان [2] فی جبل بإصطخر یعرف بجبل دام داذ ثم ظهرت على تینک الریباستین الأعضاء البشریة فی أول الشهر التاسع و تمت فی آخره فتصور منهما بشران ذکر و أنثى و هما میشى و میشانه و هما بمنزلة آدم و حواء عند الملیین و یقال لهما أیضا ملهى و ملهیانه و یسمیهما مجوس خوارزم مرد و مردانه


[1] انظر الشاهنامه 14.

[2] الریباس، بالکسر: نبت له عسالیج غضة خضراء، عراض الورق، طعمها حامض مع قبض، ینبت فی الجبال ذات الثلوج و البلاد الباردة من غیر زرع. المعتمد 123.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست