|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱٠٤
على رأی الفلاسفة و یقول بحدوث الأجسام لا یثبت آدم و یقول إن الله تعالى خلق الأفلاک و خلق فیها طباعا محرکة لها بذاتها فلما تحرکت و حشوها أجسام لاستحالة الخلاء کانت تلک الأجسام على طبیعة واحدة فاختلفت طباؤعها بالحرکة الفلکیة فکان القریب من الفلک المتحرک أسخن و ألطف و البعید أبرد و أکثف ثم اختلطت العناصر و تکونت منها المرکبات و منها تکون نوع البشر کما یتکون الدود فی الفاکهة و اللحم و البق فی البطائح و المواضع العفنة ثم تکون بعض البشر من بعض بالتوالد و صار ذلک قانونا مستمرا و نسی التخلیق الأول الذی کان بالتولد [1] و من الممکن أن یکون بعض البشر فی بعض الأراضی القاصیة مخلوقا بالتولد [1] و إنما انقطع التولد لأن الطبیعة إذا وجدت للتکون طریقا استغنت به عن طریق ثان . و أما المجوس فلا یعرفون آدم و لا نوحا و لا ساما و لا حاما و لا یافث و أول متکون عندهم من البشر البشری [2] المسمى کیومرث و لقبه کوشاه أی ملک الجبل لأن کو هو الجبل بالفهلویة و کان هذا البشر فی الجبال و منهم من یسمیه کلشاه أی ملک الطین و کل اسم الطین لأنه لم یکن حینئذ بشر لیملکهم . و قیل تفسیر کیومرث حی ناطق میت قالوا و کان قد رزق من الحسن ما لا یقع علیه بصر حیوان إلا و بهت و أغمی علیه و یزعمون أن مبدأ تکونه و حدوثه أن یزدان و هو الصانع الأول عندهم أفکر [3] فی أمر أهرمن و هو الشیطان عندهم فکرة أوجبت أن عرق جبینه فمسح العرق و رمى به فصار منه کیومرث و لهم خبط طویل فی کیفیة تکون أهرمن من فکرة یزدان أو من إعجابه بنفسه أو من توحشه و بینهم خلاف فی قدم أهرمن و حدوثه لا یلیق شرحه بهذا الموضع [4]
[1] کذا فی ج، و فی باقى الأصول: «التوالد» . [2] ب: «البشر» . [3] أفکر و فکر بالتشدید، بمعنى. [4] انظر الشاهنامه 14. غ |
|