|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۱٠
ع و لو لم یدل على ذلک إلا قوله تعالى فی هذه القصة إِلاََّ أَنْ تَکُونََا مَلَکَیْنِ أَوْ تَکُونََا مِنَ اَلْخََالِدِینَ [1] لکفى . و قد احتج أصحابنا أیضا بقوله تعالى لَنْ یَسْتَنْکِفَ اَلْمَسِیحُ أَنْ یَکُونَ عَبْداً لِلََّهِ وَ لاَ اَلْمَلاََئِکَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ [2] و هذا کما تقول لا یستنکف الوزیر أن یعظمنی و یرفع من منزلتی و لا الملک أیضا فإن هذا یقتضی کون الملک أرفع منزلة من الوزیر و کذلک قوله وَ لاَ اَلْمَلاََئِکَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ یقتضی کونهم أرفع منزلة من عیسى . و مما احتجوا به قولهم إنه تعالى لما ذکر جبریل و 14محمدا ع فی معرض المدح مدح جبریل ع بأعظم مما مدح به 14محمدا ع فقال إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ `ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی اَلْعَرْشِ مَکِینٍ `مُطََاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ `وَ مََا صََاحِبُکُمْ بِمَجْنُونٍ `وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ اَلْمُبِینِ `وَ مََا هُوَ عَلَى اَلْغَیْبِ بِضَنِینٍ [3] فالمدیح الأول لجبریل و الثانی 14لمحمد ع و لا یخفى تفاوت ما بین المدحین . فإن قیل فهل کان إبلیس من الملائکة أم من نوع آخر قیل قد اختلف فی ذلک فمن قال إنه من الملائکة احتج بالاستثناء فی قوله فَسَجَدَ اَلْمَلاََئِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ `إِلاََّ إِبْلِیسَ [4] و قال إن الاستثناء من غیر الجنس خلاف الأصل و من قال إنه لم یکن منهم احتج بقوله تعالى إِلاََّ إِبْلِیسَ کََانَ مِنَ اَلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [5] . و أجاب الأولون عن هذا فقالوا إن الملائکة یطلق علیهم لفظ الجن لاجتنانهم و استتارهم عن الأعین و قالوا قد ورد ذلک فی القرآن أیضا فی قوله تعالى وَ جَعَلُوا بَیْنَهُ ____________ (1) سورة الأعراف 20. (2) سورة النساء 172. (3) سورة التکویر 19-24. (4) سورة الحجر 29، 30. (5) سورة الکهف 50. |
|