|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۲۹
القصیر فإنه غیر مسجوع لأنه لا یحتمل السجع و کذلک القصیر من کلام 1أمیر المؤمنین ع . فأما قولهم إن السجع یدل على التکلف فإن المذموم هو التکلف الذی تظهر سماجته و ثقله للسامعین فأما التکلف المستحسن فأی عیب فیه أ لا ترى أن الشعر نفسه لا بد فیه من تکلف إقامة الوزن و لیس لطاعن أن یطعن فیه بذلک . و احتج عائبو السجع 14- بقوله ع لبعضهم منکرا علیه أ سجعا کسجع الکهان. و لو لا أن السجع منکر لما أنکر ع سجع الکهان و أمثاله فیقال لهم إنما أنکر ع السجع الذی یسجع الکهان أمثاله لا السجع على الإطلاق و صورة الواقعة أنه ع أمر فی الجنین بغرة [1] فقال قائل أ أدی من لا شرب و لا أکل و لا نطق و لا استهل و مثل هذا یطل [2] فأنکر ع ذلک لأن الکهان کانوا یحکمون فی الجاهلیة بألفاظ مسجوعة کقولهم حبة بر فی إحلیل مهر و قولهم عبد المسیح على جمل مشیح [3] لرؤیا الموبذان و ارتجاس الإیوان و نحو ذلک من کلامهم و کان ع قد أبطل الکهانة و التنجیم و السحر و نهى عنها فلما سمع کلام ذلک القائل أعاد الإنکار و مراده به تأکید تحریم العمل على أقوال الکهنة و لو کان ع قد أنکر السجع لما قاله و قد بینا أن کثیرا من کلامه مسجوع و ذکرنا خطبته . و من کلامه ع المسجوع 14- خبر ابن مسعود رحمه الله تعالى قال قال 14رسول الله ص استحیوا من الله حق الحیاء فقلنا إنا لنستحیی یا 14رسول الله من الله تعالى فقال لیس ذلک ما أمرتکم به و إنما الاستحیاء من الله أن تحفظ الرأس
[1] الغرة: ما بلغ ثمنه نصف عشر الدیة من العبید و الإماء. انظر النهایة لابن الأثیر (3: 155) . [2] الطل: هدر الدم. [3] جمل مشیح: جاد مسرع. |
|