|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۲٠۸
هذه الکلمات و الأمثال ملتقطة من خطبة طویلة منسوبة إلیه ع قد زاد [1] فیها قوم أشیاء حملتهم علیها أهواؤهم لا توافق ألفاظها طریقته ع فی الخطب و لا تناسب فصاحتها فصاحته و لا حاجة إلى ذکرها فهی شهیرة و نحن نشرح هذه الألفاظ لأنها کلامه ع لا یشک فی ذلک من له ذوق و نقد و معرفة بمذاهب الخطباء و الفصحاء فی خطبهم و رسائلهم و لأن الروایة لها کثیرة و لأن الرضی رحمة الله تعالى علیه قد التقطها و نسبها إلیه ع و صححها و حذف ما عداها (1) - . و أما قوله ع بنا اهتدیتم فی الظلماء فیعنی بالظلماء الجهالة و تسنمتم العلیاء رکبتم سنامها و هذه استعارة (2) - . قوله و بنا انفجرتم عن السرار أی دخلتم فی الفجر و السرار اللیلة و اللیلتان یستتر فیهما القمر فی آخر الشهر فلا یظهر و روی أفجرتم و هو أفصح و أصح لأن انفعل لا یکون إلا مطاوع فعل نحو کسرته فانکسر و حطمته فانحطم إلا ما شذ من قولهم أغلقت الباب فانغلق و أزعجته فانزعج و أیضا فإنه لا یقع إلا حیث یکون علاج و تأثیر نحو انکسر و انحطم و لهذا قالوا إن قولهم انعدم خطأ و أما أفعل فیجیء لصیرورة الشیء على حال و أمر نحو أغد البعیر أی صار ذا غدة و أجرب الرجل إذا صار ذا إبل جربى و غیر ذلک فأفجرتم أی صرتم ذوی فجر . و أما عن فی قوله عن السرار فهی للمجاوزة على حقیقة معناها الأصلی أی منتقلین عن السرار و متجاوزین له (3) - . و قوله ع وقر سمع هذا دعاء على السمع الذی لم یفقه الواعیة بالثقل و الصمم وقرت أذن زید بضم الواو فهی موقورة و الوقر بالفتح الثقل فی الأذن
[1] ب: «رأى» . |
|