|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۲٣۵
الزبیر راجعا إلى أصحابه نادما واجما رجع 1علی ع إلى أصحابه جذلا مسرورا فقال له أصحابه یا 1أمیر المؤمنین تبرز إلى الزبیر حاسرا و هو شاک [1] فی السلاح و أنت تعرف شجاعته قال إنه لیس بقاتلی إنما یقتلنی رجل خامل الذکر ضئیل النسب غیلة فی غیر مأقط [2] حرب و لا معرکة رجال ویلمه أشقى البشر لیودن أن أمه هبلت به أما إنه و أحمر ثمود لمقرونان فی قرن . 1,14- لما انصرف الزبیر عن حرب 1علی ع مر بوادی السباع و الأحنف بن قیس هناک فی جمع من بنی تمیم قد اعتزل الفریقین فأخبر الأحنف بمرور الزبیر فقال رافعا صوته ما أصنع بالزبیر لف غارین [3] من المسلمین حتى أخذت السیوف منهما مأخذها انسل و ترکهم أما إنه لخلیق بالقتل قتله الله فاتبعه عمرو بن جرموز و کان فاتکا فلما قرب منه وقف الزبیر و قال ما شأنک قال جئت لأسألک عن أمر الناس قال الزبیر إنی ترکتهم قیاما فی الرکب یضرب بعضهم وجه بعض بالسیف فسار ابن جرموز معه و کل واحد منهما یتقی الآخر فلما حضرت الصلاة قال الزبیر یا هذا إنا نرید أن نصلی . فقال ابن جرموز و أنا أرید ذلک فقال الزبیر فتؤمنی و أؤمنک قال نعم فثنى الزبیر رجله و أخذ وضوءه فلما قام إلى الصلاة شد ابن جرموز علیه فقتله و أخذ رأسه و خاتمه و سیفه و حثا علیه ترابا یسیرا و رجع إلى الأحنف فأخبره فقال و الله ما أدری أسأت أم أحسنت اذهب إلى 1علی ع فأخبره فجاء إلى 1علی ع فقال للآذن قل له عمرو بن جرموز بالباب و معه رأس الزبیر و سیفه فأدخله و فی کثیر من الروایات أنه لم یأت بالرأس بل بالسیف فقال له و أنت قتلته قال نعم قال و الله ما کان ابن صفیة جبانا و لا لئیما و لکن الحین و مصارع السوء
[1] یقال: رجل شاکى السلاح؛ إذا کان ذا شوکة و حدّ فی سلاحه. [2] المأقط: ساحة القتال. [3] الغار هنا: الجیش، و فی اللسان 6: 34: «جمع بین غارین» . |
|