تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱    المؤلف: ابن ابی الحدید    الجزء: ۱    الصفحة: ۲٤٠   

زید القوم أی سبقهم و رجل فرط یسبق القوم إلى البئر فیهیئ لهم الأرشیة و الدلاء و منه قوله ع أنا فرطکم على الحوض و یکون تقدیر الکلام و ایم الله لأفرطن لهم إلى حوض فلما حذف الجار عدی الفعل بنفسه فنصب کقوله تعالى‌ وَ اِخْتََارَ مُوسى‌ََ قَوْمَهُ‌ [1] و تکون اللام فی لهم إما لام التعدیة کقوله‌ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ أی و یؤمن المؤمنین أو تکون لام التعلیل أی لأجلهم و من رواها لأفرطن بضم الهمزة فهو من أفرط المزادة أی ملأها .

و الماتح‌ المستقی متح یمتح بالفتح و المائح بالیاء الذی ینزل إلى البئر فیملأ الدلو .

و قیل لأبی علی رحمه الله ما الفرق بین الماتح و المائح فقال هما کإعجامهما یعنی أن التاء بنقطتین من فوق و کذلک الماتح لأنه المستقی فهو فوق البئر و الیاء بنقطتین من تحت و کذلک المائح لأنه تحت فی الماء الذی فی البئر یملأ الدلاء و معنى قوله‌ أنا ماتحه أنا خبیر به کما یقول من یدعی معرفة الدار أنا بانی هذه الدار و الکلام استعارة یقول لأملأن لهم حیاض الحرب التی هی دربتی و عادتی أو لأسبقنهم إلى حیاض حرب أنا متدرب بها مجرب لها (1) - إذا وردوها لا یصدرون عنها یعنی قتلهم و إزهاق أنفسهم و من فر منهم لا یعود إلیها و من هذا اللفظ قول الشاعر

مخضت بدلوه حتى تحسى # ذنوب الشر ملأى أو قرابا

[2]


[1] سورة الأعراف 155.

[2] البیت فی شرح الحماسة للمرزوقى 533 من غیر نسبة.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست