|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۸٠
و أما قوله قد کانت أمور لم تکونوا عندی فیها محمودین فمراده أمر عثمان و تقدیمه فی الخلافة علیه و من الناس من یحمل ذلک على خلافة الشیخین أیضا و یبعد عندی أن یکون أراده لأن المدة قد کانت طالت و لم یبق من یعاتبه لیقول قد کانت أمور لم تکونوا عندی فیها محمودین فإن هذا الکلام یشعر بمعاتبة قوم على أمر کان أنکره منهم و أما بیعة عثمان ثم ما جرى بینه و بین عثمان من منازعات طویلة و غضب تارة و صلح أخرى و مراسلات خشنة و لطیفة و کون الناس بالمدینة کانوا حزبین و فئتین إحداهما معه ع و الأخرى مع عثمان فإن [1] صرف الکلام إلى ما قلناه بهذا الاعتبار ألیق . و لسنا نمنع من أن یکون فی کلامه ع الکثیر من التوجد و التألم لصرف الخلافة بعد وفاة 14الرسول ص عنه و إنما کلامنا الآن فی هذه اللفظات التی فی هذه الخطبة على أن قوله ع سبق الرجلان و الاقتصار على ذلک فیه کفایة فی انحرافه عنهما (1) - . و أما قوله حق و باطل إلى آخر الفصل فمعناه کل أمر فهو إما حق و إما باطل و لکل واحد من هذین أهل و ما زال أهل الباطل أکثر من أهل الحق و لئن کان الحق قلیلا لربما کثر و لعله ینتصر أهله . ثم قال على سبیل التضجر بنفسه و قلما أدبر شیء فأقبل استبعد ع أن تعود دولة قوم بعد زوالها عنهم و إلى هذا المعنى ذهب الشاعر فی قوله و قالوا یعود الماء فی النهر بعد ما # ذوی نبت جنبیه و جف المشارع فقلت إلى أن یرجع النهر جاریا # و یعشب جنباه تموت الضفادع
[1] ا: «و إن » . غ |
|