|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۷
القول فیما یذهب إلیه أصحابنا المعتزلة فی الإمامة و التفضیل و البغاة و الخوارج اتفق شیوخنا کافة رحمهم الله المتقدمون منهم و المتأخرون و البصریون و البغدادیون على أن بیعة أبی بکر الصدیق بیعة صحیحة شرعیة و أنها لم تکن عن نص و إنما کانت بالاختیار الذی ثبت بالإجماع و بغیر الإجماع کونه طریقا إلى الإمامة . و اختلفوا فی التفضیل فقال قدماء البصریین کأبی عثمان عمرو بن عبید و أبی إسحاق إبراهیم بن سیار النظام و أبی عثمان عمرو بن بحر الجاحظ و أبی معن ثمامة بن أشرس و أبی محمد هشام بن عمرو الفوطی و أبی یعقوب یوسف بن عبد الله الشحام و جماعة غیرهم إن أبا بکر أفضل من 1علی ع و هؤلاء یجعلون ترتیب الأربعة فی الفضل کترتیبهم فی الخلافة . و قال البغدادیون قاطبة قدماؤهم و متأخروهم کأبی سهل بشر بن المعتمر و أبی موسى عیسى بن صبیح و أبی عبد الله جعفر بن مبشر و أبی جعفر الإسکافی و أبی الحسین الخیاط و أبی القاسم عبد الله بن محمود البلخی و تلامذته إن 1علیا ع أفضل من أبی بکر . و إلى هذا المذهب ذهب من البصریین أبو علی محمد بن عبد الوهاب الجبائی أخیرا و کان من قبل من المتوقفین کان یمیل إلى التفضیل و لا یصرح به و إذا صنف ذهب إلى الوقف فی مصنفاته و قال فی کثیر من تصانیفه إن صح خبر الطائر 1فعلی أفضل [1]
[1] یشیر إلى ما رواه الترمذی فی باب المناقب 13: 170، بسنده عن أنس بن مالک، و لفظه: کان عند النبیّ صلّى اللّه علیه و سلم طیر، فقال: «اللّهمّ ائتنى بأحب خلقک إلیک یأکل معى هذا الطیر» ، فجاء على فأکل معه. قال أبو عیسى: هذا حدیث غریب لا یعرف من حدیث السدى إلاّ من هذا الوجه. |
|