|
اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱
المؤلف: علی بن الحسین المسعودی
الجزء: ۱
الصفحة: ٦٣
ستمائة ألف مثقال وسبعمائة وخمسین مثقالا.
یوشع بن نون الکاهن:
فصار الکاهن بعد هارون یوشع بن نون من سبط یوسف، وقبض الله موسى وهو ابن عشرین ومائة سنة، ولم یحدث لموسى ولا لهارون شیء من الشیب، ولا حالا عن صفة الشباب.
ولما قبض الله عز وجل موسى بن عمران سار یوشع بن نون ببنی إسرائیل الى بلاد الشام، وقد کان غلب علیها الجبابرة من ملوک العمالیق وغیرهم من ملوک الشام، فأسرى الیهم یوشع بن نون سرایا، وکانت له معهم وقائع، فافتتح بلاد أریحاء وزغر من أرض الغور، وهی أرض البحیرة المنتنة التی لا تقبل الغرقى ولا یتکون فیها ذو روح من سمک ولا غیره، وقد ذکرها صاحب المنطق وغیره من الفلاسفة ومن تقدم وتأخر من عصره، وإلیها ینتهی ماء بحیرة طبریة، وهو الأردن، وبدء ماء بحیرة طبریة من بحیرة کفرلی والقرعون من أرض دمشق، فإذا انتهى مَصَبُّ نهر الأردن إلى البحیرة المنتنة خرقها وانتهى إلى وسطها متمیزاً عن مائها فیغوص فی وسطها، وهو نهر عظیم، فلا یدرى أین غاص من غیر ان یزید فی البحیرة ولا ینقص منها، ولهذه البحیرة- اعنی المنتنة- أخبار عجیبة وأقاصیص طویلة، وقد أتینا على ذلک فی کتابنا «اخبار الزمان عن الأمم الماضیة والملوک الداثرة»، وذکرنا أخبار الأحجار التی تخرج منها على صورة البطیخ على شکلین، ویعرف الواحد منها بالحجر الیهودی وذکرته الفلاسفة، واستعمله أهل الطب لمن به وجع الحَصاة فی المثانة، وهو نوعان: ذکر وأنثى، فالذکر للرجال، والأنثى للنساء، ومن هذه البحیرة یخرج الغبار المعروف بالحمرة، ولیس فی الدنیا والله أعلم
| 
تحمیل PDF