تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱    المؤلف: علی بن الحسین المسعودی    الجزء: ۱    الصفحة: ٦۹   

ورفع الله ذکر داود وأخمَل ذکر طالوت، وأبى طالوت أن یفی لداود بما تقدم من شرطه، فلما رأى میل الناس الیه زَوجه ابنته، وسلم إلیه ثلث الجبایة وثلث الحکم وثلث الناس. ثم حسده بعد ذلک وأراد اغتیاله، فمنعه الله عز وجل من ذلک، فأبى داود أن ینافسه فی ملکه ونما أمر داود، فبات طالوت على سریر ملکه فمات من لیلته کمداً، وانقادت بنو إسرائیل الى داود علیه السلام وکانت مدة ملک طالوت عشرین سنة، وذکر أن الموضع الذی قتل فیه جالوت کان ببیسان من أرض الغور من بلاد الأردن، وألانَ الله عز وجل لداود الحدید فعمل منه الدروع وسَخّرَ له الجبال والطیر یُسَبِّحنَ معه، وحارب داود أهل مواب من أرض البلقاء، وأنزل الله عز وجل علیه الزّبُورَ بالعبرانیة خمسین ومائة سورة، وجعله ثلاثة أثلاث: فثلث من یلقون من بُخْتَ نَصَّرَ نَصَّرَ وما یکون من أمره فی المستقبل، وثَلث ما یلقون من أهل أثور، وثَلث موعظة وتَرغیب وتَمجید وتَرهیب، ولیسَ فیه أمر ولا نهی ولا تحلیل ولا تحریم، واستقامت الأمور لداود ولحقت الخوارج من الکفار بأطراف الأرض لهیبة داود، وبنى داود بیتاً للعبادة بأورشلیم وهی بیت المقدس، وهو البیت الباقی لوقتنا هذا، وهو سنة اثنتین وثلاثین وثلثمائة، ویدعى بمحراب داود علیه السلام، ولیس فی بیت المقدس بناء هو أعلى منه فی هذا الوقت، وقد یرى فی أعلاه البحیرة المنتنة ونهر الأردن المقدم ذکره، وکان من أمر داود مع الخصمین ما قص الله عز وجل فی کتابه من خبره، وقوله لأحدهم قبل استماعه من الآخر: لقد ظلمک الآیة، وقد تنازع الناس فی خطیئة داود، فمنهم من رأى ما وصفنا ونفى عن الأنبیاء المعاصی وتعمد الفسق وأنهم معصومون فکانت الخطیئة ما ذکرنا، وذلک قوله


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست