تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠۷   

مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَیْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ﴾ [النّحل]، والقلب (الفؤاد) والسّمع والبصر أدوات إدراک، تسمع بها وترى آیات الله سبحانه وتعالى، تسمع الدّعوة إلى الله، تسمع القرآن الکریم وأحادیث رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فهذه هی الأدوات الّتی یُدرک بها الإنسان، ویُتوصل من خلالها إلى الإیمان.
ولماذا قلنا: القلب ولیس العقل؟ هل القلب یعقل؟
الجواب: أنّ القلب یتلقّى کل ما یعقده العقل ویستقرّ کثابت فی العقل، ویعقد علیه، فیصبح عقیدة فی القلب. فالعقل یتفکّر فیما یرد إلیه عن طریق الحواسّ، وبعد أن یستنتج ویؤمن ویتوصّل إلى الحقائق، تستقرّ فی القلب لتصبح عقیدة.
فالعقل مقدّمة القلب، لذلک یقول سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰکِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ﴾ [الحجّ: من الآیة 46]، فکلّ أمرٍ یمرّ على العقل أوّلاً. وهؤلاء الّذین ستروا الإیمان، وعَلِمَ الله سبحانه وتعالى بعلمه القدیم الکاشف أنّهم لن یؤمنوا، هؤلاء أبان الله سبحانه وتعالى لهم الطریق، وبیّن لهم الهدایة من الضّلال، فاختاروا الضّلال، فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، وجعل على أبصارهم غشاوة.
والقرآن الکریم غالباً ما یقدّم السّمع على البصر فی مثل قوله: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ کُلُّ أُوْلَئِکَ کَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: من الآیة 36]، وغالباً ما یأتی بالآیات بالسّمع مفرداً، وبالأبصار مجموعة، فالسّمع یکون من مصدر واحد، ولا یجتمع مصدران؛ لأنّ السّمع هو انضغاطات الهواء



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست