تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠۸   

الواحدة، أمّا البصر فصوره متعدّدة، لذلک یأتی بالسّمع مفرداً وبالبصر متعدّداً. ومردّ تقدیم السّمع على البصر:
1- أنّ السّمع قد یغنی عن البصر، والبصر لا یُغنی عن السّمع.
2- تتوقّف عند النّوم حاسّة البصر، لکنّه یبقى قادراً على السّمع.
3- وأنّ الإنسان حین یولد تعمل لدیه حاسّة السّمع أوّلاً، بینما تحتاج حاسّة البصر إلى أربعین یوماً کی تکتمل.
وقد استخدم القرآن الکریم کلمة ﴿خَتَمَ﴾ على قلوبهم وعلى سمعهم، أمّا على الأبصار فقال: ﴿غِشَاوَةٌ﴾ ، وهذا مِن دقّة القرآن الکریم؛ لأنّ الختم ضرب یمنع من دخول الإیمان. أمّا البصر فهو یرى کلّ آیات الله فی الکون، فإذا کانت هناک غشاوة على البصر لا تُرى الأمور على حقیقتها، وقد تُرى ضبابیّةً، تُرى صور وجود الله سبحانه وتعالى فی الکون، الشّمس فی شروقها وغروبها، القمر، النّجوم، السّماء، الأرض، الجاذبیّة، ولکن حین تکون هناک غشاوة لا یُتوصّل إلى الخالق؛ لأنّ من کانت هذه حاله، یکون هو من اختار الضّلال، کما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصّلت: من الآیة 17]، هدیناهم لکنّهم هم استحبّوا الضّلال فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظیم.
ویأتی وصف العذاب مرّة بأنّه ألیم، ومرّة عظیم، ومرّة شدید، ومرّة مهین. وهذا یعنی أنّه یوجد أنواع للعذاب، والعذاب ینسب إلى صاحبه کما ینسب الفعل إلى فاعله، وحین یقول الله سبحانه وتعالى: ﴿عَذَابٌ عَظِیمٌ﴾



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست