تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۱٦   

الله من بنی آدم إقرارهم على أنفسهم، فهذه هدایة مرکونة فی فطرة الإنسان کما قال النّبیّ صلَّى الله علیه وسلَّم: «ما من مولود إلّا یولَد على الفطرة، فأبواه یهوّدانه أو یُنصِّرانه أو یُمجِّسانه…»([1])، فیأخذونه فی هذا الاتّجاه أو ذاک، فالفطرة هدایة من الله سبحانه وتعالى. والمنافقون باعوا فطرتهم مقابل الضّلالة، ﴿فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا کَانُواْ مُهْتَدِینَ﴾: فما عادت تُفیدهم هدایة الدّلالة ولا هدایة المعونة. ولا یستطیع أحدٌ أن یُدخل إلى قلوبهم هدایة المعونة؛ لأنّهم اختاروا الضّلالة، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً رسوله صلَّى الله علیه وسلَّم: ﴿وَإِنَّکَ لَتَهْدِی إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ﴾]الشّورى: من الآیة 52[، وهذه هدایة دلالة، أمّا قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّکَ لَا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰکِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَن یَشَاءُ﴾ ]القصص: من الآیة 56[، فمعناها: أنّک لا تستطیع أن تُدخل هدایة المعونة فی قلب مَن اختار الضّلالة على الهدى.

الآیة رقم (17) - مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَکَهُمْ فِی ظُلُمَاتٍ لاَّ یُبْصِرُونَ


وهذا مثل من أمثال القرآن الکریم، والله عزَّوجل یقول: ﴿وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُونَ﴾ [الحشر: من الآیة 21]، ﴿وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا یَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنکبوت]، وقال تبارک


([1]) صحیح البخاریّ: کتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصّبیّ فمات هل یُصلّى علیه؟ وهل یُعرض على الصّبیّ الإسلام؟، الحدیث رقم (1292).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست