تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۱۷   

وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَحْیِی أَن یَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ [البقرة: من الآیة 26]، وقال: ﴿مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ﴾ [النّور: من الآیة 35].
ویضرب الله المثل لیقرّب إلى أذهاننا أموراً غیر محسوسة، فیشبّهها بأمور محسوسة کی نفهمها، وفی هذه الآیات جاء الحدیث عن النّفاق وهو شیء غیر محسوس فضرب الله له مثلاً محسوساً. وقد ضرب الله الأمثال المحسوسة لنور الله سبحانه وتعالى، أو للإیمان بالله، أو وحدانیّة الله، ولم یضرب مثلاً لذاته العلیّة سبحانه وتعالى؛ لأنّه: ﴿لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ﴾ [الشّورى: من الآیة 11]، ﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾ [النّحل: من الآیة 74]؛ لأنّک لا تستطیع أن تقیس صفات الله سبحانه وتعالى وأفعاله على قیاس العقل البشریّ.
والأمثال هی قیاس، والإسلام هو أوّل من علّم النّاس القیاس، وهی قضیّة علمیّة.
والأمثال فی اللّغة العربیّة کثیرة، وقد تدلّ على قصّة أو حادثة فتُختصر فی کلمتین، کقولهم: (وافق شنٌّ طبقة)، وقصّة هذا المثل أنّ رجلین سافرا معاً أحدهما سمین، والآخر نحیف، واسمه (شنّ)، فقال للسّمین: أحملک أم تحملنی؟ فنظر إلیه السّمین بازدراء ولم یُجبه، وتابعا المسیر فمرّا بأرضٍ زراعیّة، وإذ بزرعٍ قد حان وقت حصاده، ولم یحصد بعد فقال شنّ: أَتُرى هذا الزّرع قد أُکل أم لا؟!، فقال له الرّجل: یا جاهل! ترى نبتاً مستحصداً فتقول: أُکل أم لا؟! فسکت عنه شنّ، حتّى إذا دخلا قریة لقیتهما جنازة، فقال شنّ: أَتُرى صاحب هذا النّعش حیٌّ أو میّتٌ؟ فقال له الرّجل: ما رأیت



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست