تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲٠   

الآیة رقم (18) - صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لاَ یَرْجِعُونَ


لا یسمعون کلام الله سبحانه وتعالى، ولا یتحدّثون بآیات الله، وعمیٌ لا یرون آیات الله سبحانه وتعالى، ولا ترجع هذه الحواسّ إلیهم بشیء.

الآیة رقم (19) - أَوْ کَصَیِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ


فهم ﴿یَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم﴾: لم یلتفتوا إلى الغیث الّذی أحیا الله سبحانه وتعالى به الأرض بعد موتها، ولا إلى الخیر المحیط بهم، بل جعلوا أصابعهم فی آذانهم من شدّة الخوف، والله محیط بالکافرین.
الصّیّب: المطر الّذی فیه خیر، وهو الغیث، ومع هذا الخیر ظلماتٌ ورعدٌ وبرقٌ، فالخیر من المطر، والخوف من الرّعد والبرق والظّلمة.
وقد تصیب الإنسان بعض الابتلاءات أثناء نزول الخیر، فالمطر یحیی الأرض والنّاس، وهو من أعظم النّعم الّتی أنعم الله سبحانه وتعالى بها على البشر، فإنْ صاحَبَها بعض الرّعد والظّلمة.. إذا بالإنسان یترک الخیر کلّه ویلتفت إلى هذه الصّغائر المحیطة بالخیر، فهو یرید الهدایة من غیر ابتلاء، والنّجاح من غیر تعب.
﴿یَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم﴾: لم یقل الله تبارک وتعالى: یجعلون أناملهم، ولکن من شدّة الخوف شبّه الله سبحانه وتعالى شدّة خوفهم، وکأنّهم قد أدخلوا أصابعهم کاملة فی آذانهم، خوفاً من الصّاعقة، والله سبحانه وتعالى محیط بالکافرین.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست