تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲۱   

الآیة رقم (20) - یَکَادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ کُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِیهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ


ما زالت الآیات تتحدّث عن المثل الّذی ضربه الله سبحانه وتعالى عن المنافقین، فهم یریدون الخیر صِرفاً من غیر صعوبة ولا ابتلاء، وهذا المطر فیه الرّعد والبرق، والظّلمات، ولا بدّ من تحمّل المشقّة للحصول على الخیر.
ولیس هناک دین بلا تکلیف، ومن أراد دیناً بلا تکلیف فهذا لیس دیناً. والتّکالیف الشّرعیّة لیست عبادة فقط، افعل ولا تفعل، بل یعنی هذا حلال وهذا حرام، وهذا یجوز وهذا لا یجوز. ولیس هناک دین بلا تکالیف ووظائف، ولا بدّ من ترجمة الإیمان بالأفعال، ولا بدّ من الصّبر على تحمّل الابتلاءات.
والمنافق یرید أن یحصل على الخیر من غیر أن یتحمّل عبءً، وأن تأتیه المکاسب من غیر مقابل، فهو لا یرید أن یتحمّل أیّ تکلیف مقابل المکسب الّذی یحصل علیه. ولذلک ضرب الله سبحانه وتعالى لهم هذا المثل: کصیّب أی مطر وهو خیر یَنزل من السّماء ومع الخیر ظلمات ورعد وبرق.
﴿یَکَادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾: وهذا یعنی أنّهم یرون، والآیة السّابقة قالت إنّهم: ﴿صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ﴾، أی لا یسمعون ولا یتکلّمون ولا یرون. وفی هذه الآیة یقول: ﴿یَکَادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾ فهذا المطر والخیر الکثیر یأتیه برق لمدة ثوانٍ فیخطف البصر، وتتّجه أبصارهم إلیه: ﴿کُلَّمَا



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست