تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲٣   

الآیة رقم (21) - یَا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَالَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ


هذا خطاب لکلّ البشر، وفی مواضع أخرى یقول سبحانه وتعالى: ﴿یَا بَنِی آدَمَ﴾ [الأعراف: من الآیة 26]، لیذکّرهم بأبیهم آدم علیه السَّلام، وفی مواضع أخرى یقول: ﴿یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا﴾ [البقرة: من الآیة 104]، ویأتی بعدها تکلیف؛ لأنّ الّذی آمن ارتبط بعقد وعهد مع الله سبحانه وتعالى، فیأتیه أمر بالصّلاة والصّیام والزکاة وسائر التّکالیف، کقوله سبحانه وتعالى: ﴿یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ﴾ [البقرة: من الآیة 183]، والّذی لم یؤمن بعد لم یکتب علیه الصّیام والصّلاة.. فهذه الفرائض هی نتیجة الدّخول فی عقد مع الله سبحانه وتعالى، وهذا العقد بالاختیار ولیس بالإجبار، فمن اختار الإیمان أُلزم بالتّکالیف من أوامر ونواه علیه أن یلتزم بها، فأنت لست مجبراً على الإیمان، أنت حرّ فی اختیار دینک: ﴿لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ﴾ [البقرة: من الآیة 256]، ولکن لیس لک أن تقول: أنا مؤمن وأرید أن أسرق، وأکذب، وأزنی، ولا أرید أن أصلّی؛ لأنّ الحریّة قبل اختیارک للتّکلیف، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُومًا جَهُولا﴾ [الأحزاب]، والأمانة هی اختیار التّکلیف. فقد أودع الله سبحانه وتعالى فی الإنسان عقلاً یختار بموجبه، فإذا اختار الإیمان فإنّ من موجبات الإیمان التّکلیف.والّذی یدّعی الإیمان ولا یلتزم بتکالیفه من غیر عذر یکون فتنة لغیره، والّذی یقوم بالموبقات والتّکفیر والقتل والإرهاب وسبی النّساء وجهاد



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست