تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲٤   

النّکاح وسلب أموال النّاس وقطع الطّرقات وارتکاب الفواحش، فإنّه یُسیء للدّین؛ لأنّ أوامر وتکالیف الدّین واضحة صریحة لا تقبل التّأویل، فالصّلاة صلاة ولا تُفسّر بغیر ذلک، ولا أقول إنّ الصّلاة فی القلب، وکذلک الصّوم شروطه معروفة، وآیات الأحکام واضحة بیّنة للناس جمیعاً. وقد بیّن الله سبحانه وتعالى فی آیات سابقة صفات المؤمنین، وصفات الکافرین، وقولنا: هذا کافر، لیس معناه أن یُقتل، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بقتال المعتدین ولیس بقتال الکافرین ولا المشرکین، ونبیّنا لم یُقاتل النّاس على دینهم، وإنّما قاتلهم على عدوانهم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ (39) الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِن دِیَارِهِم بِغَیْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن یَقُولُوا رَبُّنَا اللّه﴾ [الحجّ: الآیة 39، ومن الآیة 40]، وسبب الإذن بالقتال هنا هو الظّلم الواقع على المؤمنین. وفی هذه الآیة وفی أمثالها والّتی یُخاطب الله فیها النّاس جمیعاً ویبدؤها بقوله: ﴿یَا أَیُّهَا النَّاسُ﴾ یأتی بعدها أمر عامّ للنّاس جمیعاً، المؤمنین منهم وغیر المؤمنین: ﴿اعْبُدُوا رَبَّکُمُ﴾، والعبادة طاعة عابد لمعبود. والطّاعة تعنی أن تلتزم أوامر الله سبحانه وتعالى، وأن تنتهی عمّا نهى عنه.
﴿الَّذِی خَلَقَکُمْ وَالَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ﴾، الطّاعة لله سبحانه وتعالى؛ لأنّه خلقنا، وهذا یدلّ على أنّ القرآن الکریم یتعاطى مع الإیمان عقلیّاً، فهو یبیّن سبب العبادة ویخاطب ملکة العقل قبل کلّ شیء. والخالق هو سبب کلّ النّعم الّتی یتقلّب فیها الإنسان، وقد عدّد بعض النّعم الّتی أعطانا إیّاها بشکل یُثبت أنّه سبحانه وتعالى هو الّذی أوجدها، وبکلمات مقتضبة قاطعة ستبقى



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست