تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲۵   

خالدة إلى أن یرث الله الأرض ومن علیها. وهی آیة تُثبت وحدانیّة الله سبحانه وتعالى وأنّه الخالق الوحید. ومنذ أن قال سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِی خَلَقَکُمْ﴾ لم یأت أحدٌ ویدّعی بأنّه الخالق.. عبر کلّ الأجیال الّتی مرّت وحتّى هذه اللّحظة، ولو قالها أحد لاتُّهم بالجنون، ولم تأت دولة أو عظیم لیقول: أنا خلقت البشر، وبحسب العقل یبقى (الله سبحانه وتعالى) هو الخالق حتّى یأتی من یُثبت غیر ذلک. ومثاله: أنّنی لو قلت أمام جمع من النّاس: هذا القلم لی، فالقلم ملک لی ما لم یأت أحد ویُنازعنی ملکیّته. والله سبحانه وتعالى أعطى الأدلّة والإثباتات الکونیّة بأنّه هو الخالق وهو الموجد وهو الّذی لا إله إلّا هو فی کثیر من الآیات، وهنا یقول سبحانه وتعالى: ﴿یَا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَالَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ﴾
التّقوى کما سبق تعریفها:
هی أن تجعل بینک وبین صفات الجلال حاجزاً. وقد قلنا: إنّ هناک صفاتِ جلالٍ وصفاتِ جمالٍ لله جلَّ جلاله ومن صفات الجلال: المنتقم، شدید العقاب، الجبّار، القهّار… ومن صفات الجمال: الغفور، الودود، الرّؤوف، الرّحیم.. التّقوى إذاً أن تجعل بینک وبین صفات غضبه حاجزاً یحجز غضبه عنک.

الآیة رقم (22) - الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّکُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ


قوله سبحانه وتعالى: ﴿جَعَلَ لَکُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً﴾: أی هیّأ للإنسان من قبل أن



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست