تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲٦   

یولَد ظروف عیشه وراحته وسعادته، فجعل الأرض مهاداً، وفراشاً، وذلولاً لیعیش علیها الإنسان.
الفراش: المکان الّذی یستریح فیه الإنسان، والمهد الّذی یرتاح فیه الطّفل.. وهذا یعنی أنّه هیّأ کلّ المکوّنات الّتی تجعل حیاة الإنسان صالحة على الأرض.. فجعلها کرویّة تدور حول نفسها وحول الشّمس، وجعل فیها نسب الهواء المتوازنة، وجعل فیها البحار.. والغلاف الجوّیّ المحیط بالأرض.. وبالاختصار جعل الأرض وما علیها صالحاً لعیش الإنسان ومسخّراً لراحته.
﴿وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء﴾: الماء سبب الحیاة، والله خلق الأرض ویشکّل الماء منها ثلاثة أرباع مساحتها.. وذلک کی تتبخّر المیاه من مسطّحات مائیّة واسعة تؤدّی إلى تجمّع الغیوم وتشکّل المطر، وخذ مثالاً: عندما نضع الماء فی کأس مساحة سطحه صغیرة ونترکه خمسة أیّام نجد أنّ کمیة الماء قد نقصت قلیلاً، بینما لو سکبت کأس الماء على الأرض لوجدت سرعة التّبخّر أکثر؛ لأنّ السّطح أوسع. قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ کُلَّ شَیْءٍ حَیٍّ ۖ أَفَلَا یُؤْمِنُونَ﴾ [الأنبیاء: من الآیة 30]. وقد جعل الله سبحانه وتعالى فی الأرض کلّ مقوّمات الحیاة، وخلق السّماء، وکلُّ ما علاک فأظلّک فهو سماء، یقول سبحانه وتعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَیْنَاهَا بِأَیْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذّاریات]، أی بنیناها بقوّة، أی متماسکة، کما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ یُمْسِکُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولا﴾ [فاطر: من الآیة 41]، فیطمئنّ الإنسان لهذا البناء القویّ المتین. وخلق الله سبحانه وتعالى الکون وخلق الأرض، وکانت هناک نظریّة تحدّثت عن خلق الکون، فقالت:



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست